«الخناجر الرقمية»: معركة الأردن ضد مرتزقة التحريض
عبد الرحمن خلدون الشديفات
24-07-2025 07:15 PM
لم تعد الحروب تُخاض فقط على الأرض أو في دهاليز السياسة، بل أصبحت جبهتها الأكثر شراسة فضاءً افتراضيًا يعجّ بحساباتٍ وهمية وذبابٍ إلكتروني مدفوع الأجر، مهمته الوحيدة الطعن في المواقف الأصيلة والتشكيك في الثوابت الوطنية.
اليوم يتعرض الأردن لحملةٍ منسّقة تشنّها حسابات مأجورة، تتخفّى خلف شعارات مزيفة، وتتسلّح بأكاذيب جاهزة، لتبثّ السموم في عقول البسطاء وتروّج لروايات لا تخدم سوى المحتلّ وأعوانه. هؤلاء ليسوا مجرد مغردين أو ناشطين افتراضيين؛ إنهم مرتزقة يعتاشون على استهداف المواقف المبدئية، ويتاجرون بالقضية التي خانوا مبادئها ورفعوا شعاراتها زورًا.
غير أن الحقيقة، مهما حاولوا طمسها، تبقى ناصعة لا تحجبها حملات التشويه ولا الضوضاء المدفوعة. فقد أثبت الأردن، بقيادته ومؤسساته وأهله، أن مواقفه لا تتغيّر تبعًا لرياح المصالح ولا تُشترى بثمن. مواقفه ثابتة، عروبية، ترفض المساومة، وتحفظ للقضية الفلسطينية مكانتها في قلب الدولة وضمير شعبها.
تاريخ الأردن، القريب والبعيد، يشهد أن المواقف تُصنع في الميدان لا على منصات التضليل. وأن الشرفاء وحدهم يكتبون السطر الأخير في أي معركة، بينما يرحل المرتزقة وتبقى أسماؤهم معلّقة في قوائم العار.
الخيانة تُسجَّل بأسماء أصحابها، والمواقف الشريفة تظلّ محفوظة بأسماء من صنعوها ووقفوا لها حراسًا، مهما علا ضجيج النفاق. سيبقى الأردن أنقى من أي حملة مسعورة، وأعلى من أي تحريض مأجور، وأقوى من كل خنجر رقمي يحاول أن ينغرس في خاصرة الحقيقة.
إنها معركة وعي قبل أن تكون معركة كلمات. معركة سيحسمها الأردنيون، كما اعتادوا، بقوة انتمائهم وصلابة مواقفهم، لتبقى الراية مرفوعة، لا تنكسها حملات التضليل ولا يخدشها سهمٌ مسموم.