استفتاء عالمي على حل الدولتين
كمال زكارنة
29-07-2025 10:47 AM
المؤتمر الدولي الذي عقد امس في نيويورك تحت عنوان "مؤتمر حل الدولتين" بقيادة سعودية فرنسية ،كان بمثابة استفتاء عالمي على هذا المبدأ، كوسيلة وحيدة لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الاوسط، وانهاء الصراع العربي الاسرائيلي والفلسطيني الاسرائيلي،وحظي بالموافقة والتأييد العالمي .
المؤتمر الذي شاركت به العديد من الدول العربية والاوروبية والعالمية والامم المتحدة ،كان تظاهرة عالمية جامعة لتأييد الحقوق الفلسطينية الثابتة والمشروعة ،ومطالبة دولية باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والاعتراف بها دوليا .
لقد سحبت اوروبا البساط من تحت اقدام الولايات المتحدة الامريكية في الشرق الاوسط، فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني والعربي الاسرائيلي،عندما تبنى هذا المؤتمر الدولي واسع الخضور ،خيار حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ،خاصة بعد اعلان فرنسا عزمها الاعتراف بدولة فلسطين في ايلول المقبل،والى جانبها العديد من الدول الاوروبية ،وان بريطانيا اصبحت اقرب من اي وقت مضى لاعلان اعترافها ايضا.
طبيعي ان تعارض امريكا واسرائيل فكرة عقد المؤتمر من اساسها ،واتهامه بأنه يقوض جهود السلام في المنطقة التي تحدث عنها وزير حارجية امريكا روبيو،ولا احد يدري عن اي سلام واي جهود يتحدث روبيو، وبلاده ترتكب اقذر وابشع واوسع مجازر ومذابح حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ،جنبا الى جنب مع الاحتلال الاسرائيلي .
ان الادارتين الامريكيتين الحالية والسابقة، مجرمتا خرب بامتياز ضد الشعب الفلسطيني، ويجب محاكمتهما في المحاكم الدولية كما يحاكم الاحتلال الاسرائيلي.
في الوقت الذي يشكل فيه هذا المؤتمر علامة فارقة ونقطة فاصلة، ويضع الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على مفترق طرق،فانه يعني اجماعا دوليا على مبدأ حل الدولتين ،وعلى الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
سوف تواصل الادارة الامريكية ضغوطها الهائلة الاقتصادية والعسكرية وفي جميع المجالات،على الدول المشاركة في المؤتمر ،من اجل ثنيها واقناعها بعدم الاعتراف بدولة فلسطين ،وستشهد الفترة التي تفصلنا عن شهر ايلول اشتباكا سياسيا عالميا عنيفا ،بين اسرائيل وامريكا من جهة ،واوروبا والعالم والدول العربية من جهة اخرى ، عنوانه الاعتراف بدولة فلسطين.
هذا المؤتمر رسالة صريحة وواضحة للاحتلال الاسرائيلي والولايات المتحدة ،بأن لا بديل ولا خيار عن انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية، واقامة الدولة الفلسطينة المستقلة المعترف بها دوليا.
وشكل المؤتمر مناسبة للمطالبة العالمية الشاملة، بوقف حرب الابادة الجماعية في قطاع غزة، التي يشنها الاحتلال الاسرائيلي ،وانهاء الحرب على القطاع بشكل دائم وعلى الفور.
انه اجماع دولي غير مسيوق وبصوت موحد، على ادانة الاحتلال والعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني ،والمطالبة بانهائه ووقفه فورا.
الشهر المقبل هو شهر الدبلوماسية والسياسة والمواقف العربية الاوروبية المشتركة ،لتحويل نتائج المؤتمر ومخرجاته من شعارات وبيانات وخطابات، الى افعال حقيقية على الارض ،وانهاء التفرد الامريكي الاسرائيلي بمنطقة الشرق الاوسط وقضاياها .
انتهى المؤتمر، وجاءت نتائجه كما خطط لها المنظمون والمشاركون ،وبقي التطبيق العملي لتلك النتائج وهو الاهم، الذي يشكل المنعطف الاستراتيجي، لأطول واخطر صراع واحتلال يشهده العالم، منذ اكثر من مئة عام وما يزال مستمرا ،ويهدد الامن والاستقرار لشعوب دول المنطقة والعالم في اية لحظة.