الأردن يقف اليوم على عدة جبهات
د.محمد البدور
29-07-2025 01:50 PM
لا نحتاج إلى دعواتٍ من احد كي ننظّم صفوفنا أو كيف نصطفَّ إلى جانب أمتنا، فلدينا مدرسةٌ عسكريةٌ تخرّج منها الآباء والأجداد، وستُخرِّج الأبناء والأحفاد. ولدينا معهدٌ وطنيٌّ نهلنا من علمه كيف نصون الوطن؛ رحماء فيما بيننا، وكرماء مع إخوتنا، ونُصَراء لأمتنا، لكننا أشدّاء على الكفار برسالتنا، وعلى دعاة السوء لوطننا.
نحن اليوم نقف على عدة جبهات،كالاسود الرابضة على الجنبات، لا يهتزُّ لنا طرف، ولا يرتجف لنا رمش؛ مُبصرين لعظمة إنجازاتنا، فخورين بمواقف قيادتنا، مدركين لحجم التحديات والمؤامرات التي تستهدفنا.
نقف على جبهة فلسطين، مناصرين وصامدين في وجه مخططات التهجير، منقذين لأرضهم، متمسكين بحقهم في دولتهم، ومسعفين لجرحهم العميق الذي فاق قدراتنا، لكننا معهم، شركاء في الدم والهمّ، في مواجهة إجرام إسرائيل.
ونقف على جبهة حدودنا الشمالية مع سوريا، ومن حولنا تُقرَع طبول الحرب والاقتتال بين الأشقاء الفرقاء؛ فنشدّ بأزرهم نحو وحدتهم، ونصدّ كل غابرٍ وقاطع طريق، وندحر تجار المخدرات ومهرّبي السلاح، ودعاة الإرهاب، لا عن وطننا فحسب، بل عن أمتنا وأمن منطقتنا.
كما نقف على جبهة الإنسانية؛ نغيث الملهوف، وننصر المظلوم، ونمسح على وجه المكلوم، ولا تأخذنا في الحق والمشروعية الإنسانية لومة لائم.
هذا هو الأردن العظيم، بمنّة الله وفضله، ورباطة جأش شعبه، وحكمة ملكه، وعدالة حكمه؛ سيبقى قلعةً للصمود، وبيتًا آمنًا، وبلدًا أمينًا لكل العرب والمسلمين، يدخلونه آمنين.