في مشهد مؤثر يعكس أصالة القيم المجتمعية الأردنية، بادرت سيدة أردنية إلى تكريم طفل يبلغ من العمر 13 عامًا، بعد أن قام بموقف بطولي وإنساني استثنائي، حين لاحظ مركبتها متروكة تعمل وأبوابها غير مقفلة أمام إحدى الدوائر الرسمية في العاصمة عمان، فوقف بجانبها لما يزيد عن ساعة ونصف، خوفًا من تعرضها للسرقة.

وتعود القصة إلى صباح أحد الأيام، حين أوقفت السيدة مركبتها على عجل لقضاء معاملة رسمية، وخرجت منها دون أن تطفئ المحرك أو تقفل الأبواب. الطفل الذي تصادف مروره بالمكان، لاحظ أن السيارة في وضع خطر، فقرر دون تردد أن يتصرف بوعي ومسؤولية فاقت عمره، حيث وقف بجانب المركبة محافظًا عليها حتى عودة السيدة.

وعند عودتها، فوجئت السيدة بالطفل واقفًا بجانب السيارة، فسألته عن السبب، ليجيبها قائلاً: “السيارة كانت شغّالة، وخفت يجي حدا يسرقها، فقررت أوقف حدها لحد ما ترجعي.”

تأثرت السيدة كثيرًا بموقف الطفل، فقامت بأخذ رقم هاتف والده، وبعد ساعات، زارت منزلهم مساءً، لتفاجئه بهدية تقديرية تمثلت في جهاز لابتوب حديث وهاتف خلوي ذكي، عربون شكر وامتنان على أمانته ونبله.

وقد لاقت هذه القصة صدى واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأشاد الأردنيون بالموقف النبيل للطفل، واعتبروه مثالًا حيًّا على القيم التربوية الراسخة في نفوس أبناء الوطن.

مثل هذه المواقف، وإن بدت بسيطة، إلا أنها تزرع الأمل وتؤكد أن في مجتمعنا من الأطفال من يحملون روح الرجال، ويستحقون كل دعم وتشجيع..