هنا الأردن، حيث التراب يحمل نبض التاريخ، وتصدح الحجارة بأسماء البطولة والفداء. دولةٌ صغيرةٌ في الجغرافيا، عظيمةٌ في المبادئ، راسخةٌ في المواقف، تُحاصرها التحديات من كل جانب، لكنها تبقى صامدةً كجبل عجلون، شامخةً كنهر الأردن، وثابةً كصقر الصحراء.
الأردن لا يُقاس بمساحته، بل بعمق أثره. هو الملاذ الآمن في عاصفة الشرق، والصوت العاقل في زحمة الفوضى، واليد الممدودة للجائع، والدرع الحامي للضعيف. منذ تأسيس الإمارة على يد الملك المؤسس عبد الله الأول، حمل الهاشميون راية العروبة والإيمان، وبنوا دولةً لا تُقاس بالثروات، بل بالقيم.
أبناء هذا الوطن، من كل أصل وانتماء، صنعوا معنى الوطن بدمائهم وتضحياتهم. من جنديٍّ يحرس الحدود تحت المطر والبرد، إلى معلمٍ يُنير عقول الأجيال، إلى طبيبٍ يُبقي الأمل حيًا في المستشفيات، إلى كل مواطنٍ يُحب وطنه بصدق، فهؤلاء هم جنود المحبة، وحراس الاستقرار.
القيادة الهاشمية، بحكمة الملك عبد الله الثاني، وسخاء الملكة رانيا، وعطاء ولي العهد الأمير الحسين، تُواصل مسيرة البناء، وتُوازن بين الحداثة والهوية، وبين الانفتاح والثبات. قيادةٌ لا تتوانى عن الدفاع عن المقدسات، ولا تتردد في مد يد العون للأشقاء، لأن الأردن لا يرى في الجغرافيا حدودًا للإنسانية.
هنا الأردن، نُصرةً للحق، دفاعًا عن القدس، دعمًا للأشقاء في الشدة. نقف مع فلسطين من القلب، ونُصرخ بالحق، ونُوفّر الملاذ، ونُبقي الباب مفتوحًا لكل عربيٍّ يحتاج وطنًا ثانيًا.
بأرواح أبنائها، وبجهود قيادتها، وبتاريخها الذي لا يُمحى، يبقى الأردن شامخًا، ليس لأنه كبير، بل لأنه عظيم. هنا الأردن، حيث الأمان، حيث الكرامة، حيث العروبة الحقيقية. هنا الأردن، وطنٌ لا يُقاس بالمساحة، بل بالمعنى.
يوسف العامري