إربد تودّع قامة وطنية: الدكتور محمد العزام
د. حمزة الشيخ حسين
31-07-2025 05:18 PM
في لحظة حزينة، ودّعت إربد اليوم أحد أبنائها الأوفياء، وواحدة من قاماتها الإدارية والوطنية المشهود لها بالنزاهة والإخلاص، الدكتور محمد العزام، مدير مديرية تسجيل أراضي إربد الأسبق، والذي غادرنا تاركًا إرثًا من العمل الدؤوب والسيرة العطرة.
لم يكن الدكتور محمد العزام مجرد موظف في دائرة الأراضي والمساحة، بل كان أنموذجًا للرجل الأردني النبيل، الذي التزم على مدار سنوات طويلة بخدمة الناس، وحفظ حقوقهم، وبذل كل ما يستطيع لترسيخ العدالة والشفافية في قطاع حيوي يمسّ حياة المواطنين بشكل مباشر.
تميّز الفقيد بدماثة خلق، وتواضع جمّ، واحترام كبير للجميع دون استثناء. كان يستقبل المراجعين بابتسامته الهادئة، ويُعرف عنه حرصه على حلّ المشكلات بهدوء وحكمة، دون تأخير أو تسويف. وقد ترك في كل زاوية عمل بها أثرًا طيبًا، وقلوبًا تكنّ له المحبة والتقدير.
إن سيرة الدكتور العزام المهنية والإنسانية تستحق أن تُروى للأجيال، لا لأنها ملأى بالإنجازات فقط، بل لأنها تُمثل مدرسة في الأخلاق والإخلاص والتفاني في خدمة الوطن. لم يكن يومًا طالب شهرة، ولا ساعيًا لمنصب، لكنه كان عنوانًا للثقة والاستقامة، ورمزًا للوظيفة العامة النزيهة.
وقد غصّت منصات التواصل الاجتماعي منذ صباح اليوم بعبارات الحزن والثناء، من زملائه ومحبيه وممن تعاملوا معه خلال سنوات خدمته. كلّهم أجمعوا على طيب مناقبه، وسموّ أخلاقه، ونقاء سريرته. وهذه المحبة الصادقة التي أحاطته في حياته وبعد وفاته، شهادة حقيقية على معدنه الأصيل.
في رحيل الدكتور محمد العزام، لا تفقد إربد موظفًا متقاعدًا، بل تفقد قامة وطنية بصمتها واضحة في تاريخ المدينة والمؤسسات التي عمل بها. وإذ ننعاه، فإننا نترحّم عليه وندعو أن يكون مثواه الجنة، وأن يُلهم الله ذويه ومحبيه الصبر والسلوان