الإرث البريطاني في الشرق الأوسط
د. محمد المصالحة
03-08-2025 12:02 PM
إعلان ستارمر رئيس وزراء بريطانيا نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطينيه في أيلول القادم هو جزء بسيط مما يتعين على لندن القيام به تجاه فلسطين والعرب جميعا الذين يعانون على مدى قرن ونيف من تبعات وعد بلفور واوزاره على استقرار المنطقه العربيه وشعوبها.
لسنا فقط من يقول بمسؤولية بريطانيا هذه وإنما وزراء ومسؤولين بريطانيون بينهم مستر سترو وزير الخارجيه الذى فاجاء العالم بصراحته في تشرين ثاني عام ٢٠٠٣ حين أعلن ان بلاده تتحمل وزر النزاعات المزمنة في الشرق الأوسط وشبه القاره الهنديه.
و يزيد الوزير ان بلاده ارتكبت خطاء كبيره باعطاءها وعد بلفور لليهود وضمانات متناقضه للفلسطينين والاسرائيلين وهو امر غير مشرف لبريطانيا كدولة انتداب على فلسطين فتركت المنطقه تعيش صراعات وحروب لا تنقطع ، و تترك ارثا عميقا من الكراهيه والعداء الذي تراكم في نفوس شعوب المنطقه... فكيف الحال اليوم في ظل حرب الاباده في غزه وضد دول عربيه تجر المنطقه إلى جبال من العداء.... وتعذر الحديث عن عودة السلام للمنطقه التي يستبيحها نتنياهو وزمرته المتطرفه في الحكم بالاعتداءات المتكرره ويضيف سترو منتقدا تاريخ بلاده لدورها في خلق مشكلة كشمير ورسمها للحدود الغربيه للعراق وبين بعض دول الخليج.
ثم يتبع مستر سترو وزير اخر هو السيد كوك وزير خارجية بريطانيا في حكومة جون ميجور حين استقال في ٢ نيسان عام ٢٠٠٣ احتجاجا على تورط بلاده إلى جانب الولايات المتحده في حرب الاخيره على العراق وما جرته من قتل وجرح لاكثر من مليون شخصا واحيت من جديد ميراث الكراهيه والعداء لبريطانيا بعد انتهاء عهدها الاستعماري في المنطقه العربيه عام ١٩٧٢ بانسحابها من شرق السويس تاركة لواشنطن ملء الفراغ الذي يتركه انسحاب بريطانيا. ورغم ان ميجور نفسه اعترف بخطاء شن تلك الحرب تحت ذرائع كاذبه عن وجود أسلحة الدمار الشامل.
لكنهم رغم هذه الاعترافات القديمه وما تبعها.... فها هي حرب نتنياهو على غزة وفي الضفه الغربيه تارة بدعم غربي وتارة بصمت مريب لهذا الغرب ..عما يقوم به الاحتلال وما يمارسه قتلا وتدميرا وتجويعا في فلسطين وتفكيكا في سوريا وهو ما يوجب على بريطانيا وشقيقتها الكبرى الاصغاء لما يطرحه مسؤولون بريطانيون حول جرائم بلدهم فيما ارتكبته من سياسات مدمره للمنطقه العربيه....بقصد وتعمد وسبق اصرار؟!