facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الكرت المحروق يحرق كروت كثيرة… الطمع بالكرسي هو السبب الرئيسي


د. حمزة الشيخ حسين
04-08-2025 12:51 AM

في المشهد الانتخابي العربي، وخصوصًا المحلي، لا تنفك تتكرر الظاهرة نفسها: كرت محروق، فقد ثقة الناس، وسقط في التجربة، يعود من جديد، لا ليعتذر، بل ليقود، وليجمع حوله “كروتًا” أخرى ما تزال في طور الاحتراق. هذا النموذج لا يتعلّم من الدرس، ولا يُراجع نفسه، لأنه ببساطة لا يرى في العمل العام مسؤولية، بل يرى فيه مقعدًا، وامتيازًا، ووسيلة لتصفية الحسابات. الطمع بالكرسي، لا غير، هو الوقود الخفي الذي يدفعه للعودة، مهما تغيّرت المعطيات، ومهما سقطت أوراقه أمام الجميع.

الكرت المحروق، حين لا يجد منفذًا للعودة، لا يستسلم، بل يبدأ بعملية توريط جماعي. يجمع حوله من يشبهونه في الفشل أو في الطموح الأعمى، يعدهم بالمناصب، ويدغدغ أحلامهم بكلمات جوفاء، ويصنع من نفسه مرجعية، في حين أن الشارع لفظه منذ زمن. وهكذا، يحرق كروتًا جديدة كانت قد تبقى لها فرصة، لكنه يسحبها معه إلى نفس الهاوية، لأنه لا يؤمن بالشراكة، بل بالتبعية، ولا يتحرك بدافع المبدأ، بل بدافع الجوع السياسي.

ما لا يفهمه هذا النموذج أن الكرسي ليس غاية بحد ذاته، وأن السلطة حين تكون هدفًا بدل أن تكون وسيلةً للخدمة، تتحوّل إلى خيانة للموقع وللناس. الناس اليوم أكثر وعيًا، تفرز الكاذب من الصادق، وتشمّ رائحة الطمع السياسي من أول خطاب. العودة من النوافذ الخلفية، عبر تحالفات المرتجفين أو المصلحيين، لن تُعيد الهيبة التي سقطت، ولن تُغيّر الصورة التي استقرت في الوعي العام.

من حُرِق في اختبار الشرف العام، عليه أن يتوارى، أو على الأقل أن يصمت. لا أن يستمر في احتراقه ويحرق معه فرص غيره، ومستقبل مجتمعه، وثقة الناس بالعملية كلها. وما نراه اليوم من تكتلات غريبة، يجتمع فيها المطرودون من الذاكرة السياسية، يؤكد أن الطمع بالكرسي لا حدود له، حتى لو احترق الجميع.

الناس لا تنسى، والكرسي اليوم لم يعد يُشترى بالكلام، بل بالثقة. والكرت المحروق، مهما لمع في مؤتمراته، ومهما عزف على أوتار الولائم والوعود، سيبقى في أعين الناس… مجرد رماد..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :