facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الانتقام من السفارات: حين يعجزون عن زعزعة الأردن


فيصل سلايطة
04-08-2025 11:54 AM

منذ أن اندلعت الحرب الأخيرة في غزة، اتجهت أنظار بعض الجماعات والأفراد، بل والأفكار المأزومة، إلى الأردن؛ ليس حبًا في غزة، ولا انتصارًا لفلسطين، وإنما طمعًا في تقويض أمن دولة مستقرة، ذات نظام حكيم، وقيادة تعرف تمامًا موقعها من القضية الفلسطينية وتاريخها الطويل في دعمها.

الأردن لم يكن يومًا متفرجًا على معاناة الفلسطينيين، ولم يتخلف عن أي موقف إنساني أو سياسي أو دبلوماسي أو حتى ميداني في دعم القضية. من القدس إلى غزة، ومن المواقف في المحافل الدولية إلى الدعم الطبي والإنساني، ظل الأردن الظهر والسند، لكن بعض الجهات لا يرضيها هذا، لأنها لا تريد "نصرة غزة" كما تزعم، بل تريد احتلال الأردن سياسيًا وفكريًا، وتسليمه للفوضى والفساد والتبعية.

حين فشل هؤلاء في زعزعة الداخل الأردني، حين انكشفت دعاواهم الزائفة، وحين انكسرت موجاتهم على جدار الحقيقة الأردنية، خرجوا إلى الخارج، وتحوّلوا إلى منابر النباح، يعبثون أمام السفارات الأردنية، يحاولون تشويه صورة الدولة التي لم تتخلّ عن فلسطين يومًا، ويسيئون لسفاراتها التي تمثل رمز سيادتها وصوتها في العالم.

وهنا المفارقة العجيبة: أولئك الذين لا يتوقفون عن اتهام الأردن بالتقصير، هم ذاتهم يدفعون الضرائب في دول تدعم إسرائيل بلا خجل، ويعيشون في رفاهية في عواصم تعقد اتفاقيات السلاح مع تل أبيب، ثم يتوجهون بكل "بلاهة سياسية" للتظاهر ضد سفارة الأردن، لا سفارة من يدفع ويموّل ويدعم العدوان.

ليس غريبًا أن هؤلاء لم يفلحوا يومًا في بناء وطن أو مشروع أو فكرة. هم "أولاد الأفاعي" كما تقول الحكمة، يلدغون كل يد امتدت يومًا لمساعدتهم، ويريدون استبدال الأمن الأردني بالمليشيات، واستبدال سيادة الدولة بسيادة إيران أو من يشبهها.

لكن الأردن أغلق الأبواب في وجوههم، وواجههم بالحقائق، وظل ثابتًا لا تهزه أصوات الحناجر الحاقدة. فالأردن لم يخترع الحرب، ولم يشعل نارها، ولم يقرر أن يحمل السلاح ويأخذ أسرى ورهائن. من بدأ المعركة عليه أن يعرف كيف ينهيها، ومن يتخذ القرار عليه أن يتحمل تبعاته. أما الأردن، فهو ليس شماعة للفشل ولا ملعبًا للفوضى.

حين ضاقت السبل بجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، بعد أن انكشفت شبكاتهم التنظيمية وتورطهم في زعزعة الاستقرار، لم يجدوا ملاذًا سوى الخارج، يوجهون أتباعهم لتشويه صورة الأردن في الإعلام الغربي والمنصات الدولية. حاولوا أن يلبسوا أنفسهم ثوب الضحية، ويصدّروا للرأي العام العالمي صورة مشوّهة عن بلد لم يبخل عليهم يومًا بحرية العمل والوجود، لكنهم استغلوا هذه الحرية لضرب النظام من الداخل. فكانت خطوتهم التالية استغلال كرت "القضية الفلسطينية" ظاهريًا، بهدف كسب تعاطف الشارع الغربي، تمهيدًا لنقل الفوضى مجددًا إلى الداخل، ولكن بثوب جديد.

هؤلاء لم يتعلموا من خطاياهم، فبغباءٍ سياسيٍ واضح، اختاروا التظاهر أمام السفارات، لا لمحاسبة المعتدي الحقيقي، بل لتصفية حساباتهم مع الدولة التي احتضنتهم. اختاروا الوقوف أمام السفارة المصرية في تل أبيب، وكأنهم يزحفون إلى حضن الذئب ليبكوا من مخالبه، ثم يلومون الحمامة – الأردن – لأنها ما زالت تطير بجناحي السلام والعقلانية. هذا هو ديدنهم: تضليل، ودجل، وتلاعب بالعواطف، وكلما ضاق الخناق عليهم، رموا الوطن بالتهم، وانقلبوا على من آواهم.

في النهاية، سيبقى الأردن سندًا لفلسطين لا لأجل المتاجرة بها، بل لأجلها حقًا. سيبقى ثابتًا على مبادئه، قويًا بقيادته، حصينًا بأجهزته، وعصيًا على الاختراق مهما تنكر من تنكر، ونبح من نبح، وحاول من حاول.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :