هل يستطيع دولة جعفر حسان جمع "السبحة" في التعديل؟
حاتم القرعان
05-08-2025 09:57 PM
منذ لحظة تكليف دولة الدكتور جعفر حسان بتشكيل الحكومة، بدأت الأسئلة تتقافز في أذهان الأردنيين. ليس فقط عن التشكيلة ولا عن الأسماء، بل عن النهج والفكر والمنهجية.
والسؤال الحقيقي الذي يهمنا جميعًا: هل جاء الرجل ليجمّل المشهد أم ليعيد ترتيب السبحة التي انفلتت من يد الدولة؟.
أولى الحبات التي انفلتت منذ سنوات كانت الإعلام. نعم، الإعلام الذي فقد قيمته وهيبته ومكانته، وأصبح مجرد ديكور رسمي لا يهز ساكنًا ولا يوقظ وعيًا. إعلام خائف متردد لا يملك سلاح السؤال ولا درع الحقيقة، لأنه ببساطة… تُرك لمصيره.
فهل يرى دولة جعفر حسان الإعلام كما يراه المواطن؟ كجدار وعي وسلاح سيادة ومرآة وطن؟ أم سيواصل تقليد أسلافه في ترك هذه الحبة خارج خيط الإصلاح؟ وهل نملك ترف تكرار الأخطاء أصلًا؟
أي دولة لا تملك إعلامًا حرًا فهي عمياء
أي حكومة لا تصغي للإعلام فهي معزولة
وأي رئيس وزراء لا يُدرك قوة الكلمة فهو بلا بوصلـة
الصحفي في هذا البلد لم يطلب رفاهًا ولا امتيازًا
كل ما طلبه… بيئة تحترم الكلمة وقانون يحمي المعلومة ومسؤول يفتح صدره للنقد لا يغلق الباب في وجهه
الصحافة الأردنية نزفت بما فيه الكفاية
مؤسسات تُغلق
صحفيون يُطاردون
حريات تتآكل
وكل ذلك تحت غطاء الصمت أو التجميل أو العبارات المنمقة في البيانات
يا دولة الرئيس
إن أردت الإصلاح بحق
ابدأ بالإعلام
لا تضعه في ذيل الأولويات ولا تجعله ورقة محروقة في لعبة توازنات سياسية
اجعله مركز الثقل لا الهامش
اجعله منبر الناس لا أداة الحكومة
اجعله مساحة للحقيقة لا ساحة للترضيات
نحن لا نريد إعلامًا يطبل بل إعلامًا يُحاسب
ولا نريد وزيرًا ناطقًا بل وزيرًا مُبادِرًا
ولا نريد قوانين تُخيف الكلمة بل قوانين تُصونها
فهل تملك الجرأة لجمع "سبحة" الإعلام من جديد؟
هل تكون هذه الحبة أولى في خيط التغيير؟
أم أنك ستتركها كما تُركت من قبلك… حتى تتيبس في العراء؟
الناس ينتظرون
والأمل يتراجع
والوعي على المحك
ولا إصلاح دون إعلام
ولا دولة بلا صوت
ولا وطن بلا وعي