ليس سهلا أن تكتب عن رجال حدهم الحق وصهيلهم الموقف
وليس من عاداتنا أن نمنح الشهادات إلا لمن يستحقها بالأفعال
واليوم، إذ تصدح الإرادة الملكية بالسامية بتعيين معالي الدكتور رائد سامي عفاش العدوان وزيرا للشباب، فإنما تصدح باسم العدوان ذاته، ذلك النسب الذي ما لانت أعواده، ولا غفت جذوته يوما عن ميادين الفروسية والكرم والريادة
لا أتحدث هنا عن اسم جديد في سجلات المناصب بل عن سيرة شجرة نمت في غور العدوان، وسُقيت بماء الكرامة من يد شيخ إذا ذُكرت الرجولة تاقت له المعاني، وإذا قيل الوفاء انحنت له العبارة إجلالا الشيخ سامي عفاش العدوان رحمه الله ، نخلة المواقف التي ظلت وستبقى واقفة تُطاول السماء حتى إذا جاء الغرس أثمر رائدا يُشبهه في السمتِ والهمةِ وصدقِ الانتماء
الدكتور رائد سامي العدوان ابن لشيخ عظيم، نسخة حية من مدرسة العدوان في الفروسية، الكرم، الحكمة، وحمل الأمانة، هو تجلٍ لحكاية العرق الأردني النبيل الذي يخط مجده بسواعده، ويُثبت حضوره بالفعل، لا بالقول
لقد عرفته عن قرب كما عرفته الساحات كلها شابا لا يكل من العطاء، يخطو بثبات على درب رسمته يد والده الصلب، فشب عن طوق التقليد، وتمرد على ثقافة المنصب كغنيمة، وراح يحمله كرسالة
لم يكن يوما من هواة المشهد السهل، بل من صناع الفعل الثقيل، حتى استحق أن يكون حيث يكون الرجال الذين يُعول عليهم
اليوم يحق لنا أن نحتفي بنمط من القيادات التي تُمثل الميدان لا الصالونات، وتُجيد الإصغاء لصوت الشباب لا ضجيج البروتوكولات
رائد سامي العدوان مشروع وطني يُدرك أن الوزارات ليست أبراجا عاجية، بل ساحات فعل، وأن الشباب ليسوا عنوانا للاستهلاك الإعلامي، بل قاطرة الوطن إن أُحسن قيادهم
من عرف المرحوم الشيخ سامي عفاش، يعلم أن رجلا بهذا الشموخ لا يُورث إلا الشموخ، ولا يُخلف إلا رجالا يحملون ثقل الاسم كأمانة، وحين يُثمر الغرس، تكون الثمار رجال يُشبهون أوطانهم
أبارك لك يا ابن شقيق الروح ورفيق الدرب بمسيرة جاء بها الميدان، وبسيرة مشبعة بالنخوة، ابارك لك لأنك إمتداد سلالة سيف و سيرة مدرسة، ومن جذور نخلة إلى أفق وارف الظلال
مبروك للأردن بشبابه، مبروك للعدوان بأحد فرسانها، ومبروك لنا جميعا بأن الموروث الأصيل لا يزال قادرا أن يُنتج قادة لا يُجيدون إلا لغة الأفعال