facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الهوية ليست قطعة قماش نرتديها


عدي الخطاطبة
08-08-2025 10:50 PM

‏ليست الهوية قطعة قماش نرتديها عند الحاجة ونخلعها عند أول خلاف. ليست شعارًا نلوّح به في المناسبات ثم نطويه بين صفحات التاريخ. الهوية، ببساطة، هي نحن. هي ذلك النبض العميق الذي يسري في عروقنا دون أن نراه، لكنها تظهر جليّة في كلماتنا، مواقفنا، وحبّنا الصادق لهذه الأرض التي اسمها: الأردن.

في زمن تتكاثر فيه الأصوات التي تنفخ في أبواق الفرقة، وتلوّن الانتماء بألوان الفرعيات الضيّقة، نقف نحن الجيل الذي فتح عينيه على صوت فيروز صباحا وهي تقول" أردن أرض العزم" ، وعلى ابتسامة الجار مهما اختلف اسمه أو أصله، لنقول: الهوية الوطنية الأردنية لا تعني الاصطفاف، بل الانصهار؛ لا تعني الانقسام، بل التآلف.

نحن لسنا شرق أردنيين أو شركسًا أو فلسطينيين أو بدوًا أو حضرًا أو مسيحيين أو مسلمين… نحن كلّ أولئك معًا. الهوية الأردنية تشبه فسيفساء مادبا، لا تكتمل صورتها إلا حين تجتمع كل قطعها، بألوانها، وأشكالها، وتاريخها. وما أجملها حين تكتمل.

الهوية ليست بطاقة نضعها في المحفظة، بل ميثاق غير مكتوب نحمله في ضميرنا. هي أن نرفض الفساد لأنه يسرق من وطننا، وأن نحب جيراننا لأنهم جزء من نسيجه، وأن نحمي تراثه لأنه امتداد لكرامتنا، وأن ننهض به لأننا نحيا فيه، ويحيا فينا.

في الأردن، تعلّمنا أن الرجولة ليست في رفع الصوت بل في الوقوف مع الحق. وأن الكرامة ليست في العنجهية، بل في الإخلاص. وأن الهوية ليست "أنا ومن بعدي الطوفان"، بل "نحن، ومعًا نعبر كل طوفان".

الوحدة ليست ترفًا سياسيًا، بل ضرورة وجودية. فبلادنا لا تحتمل الانقسام، ولا تعرف سوى لغة واحدة: لغة المحبة والانتماء. والهوية الوطنية الأردنية، حين تُفهم كما يجب، تصبح الحصن الذي نعود إليه، لا السجن الذي نحاول الفرار منه.

فليكن انتماؤنا منارة، لا خندقًا. وليكن اختلافنا تنوعًا، لا خلافًا. وليكن الأردن أولًا، وأبدًا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :