facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أسماء لا تُنسى


عاطف أبوحجر
09-08-2025 09:02 AM

في عالم صناعة التلفزيون والإعلام، هناك أسماء لا يُمكن أن تُنسى، لأنها لم تكن مجرد موظفين أو محترفين، بل كانت قامات ومعلّمين، نحتوا طريقهم بالموهبة والجهد والوفاء. المخرج رائد عربيات هو واحد من هؤلاء الذين تركوا بصمة لا تُمحى، لا في الشاشة فحسب، بل في القلوب أيضاً. منذ أول لقاء لي معه وأنا أرى في رائد روحاً استثنائية لا تكفّ عن العطاء، شغفاً مهنياً نادراً، وحباً صادقاً للفن والناس. كان ذلك اللقاء أمام مكتب مدير البرامج في مبنى التلفزيون، حيث استقبلني برحابة صدر ودفء لمستها نادرًا في عالم السرعة والضغوط. كان الذراع الأيمن للمخرجة الراحلة فكتوريا عميش، التي تتلمذ على يديها وصقل مهاراته، حتى أصبح من أفضل وأهم المخرجين في المجال، بكل جدارة واستحقاق.

في عام 1998، كان لي الشرف أن ألتقي المخرج رائد عربيات في مبنى التلفزيون أمام مكتب مدير البرامج الراحل صالح ارتيمة. كان رائد حينها في ذروة عطائه الفني، وكان بمثابة الذراع الأيمن للمخرجة الكبيرة فكتوريا عميش، التي شكلت له مدرسة احترافية وأصبحت مصدر إلهام له طوال مسيرته. استقبلني رائد بحفاوة غير عادية، حيث احتضنني بحرارة كأنه يعرفني منذ زمن بعيد، وتابع معي تفاصيل برنامجي “إفطارا هننيئا” باهتمام شخصي. لم يكن ذلك اللقاء مجرّد صدفة عابرة، بل بداية علاقة احترافية وإنسانية، حيث كان يتواصل معي باستمرار ليطلعني على آخر التطورات ويشجعني على تقديم الأفضل.

رائد عربيات ليس فقط مخرجاً ذا رؤية فنية متميزة، بل هو إنسان يحمل في قلبه حب الفن والناس، ويؤمن أن التلفزيون رسالة ومسؤولية. أتذكر جيداً كيف كان يستثمر من وقته وجهده في دعم المواهب الجديدة، وكيف كان دائماً حاضرًا مع فريق العمل، يوجههم ويحفزهم بحنكة وحكمة. هذا الرجل الذي ، لا يزال في ذاكرتي كرمز للإخلاص والتفاني، مثال يُحتذى به في عالم الإنتاج التلفزيوني.

خلال سنوات طويلة، كان رائد عربيات مدرسة في العمل، حيث استطاع أن يمزج بين الخبرة العميقة والإبداع المتجدد، فكان وراء العديد من البرامج التي تركت أثراً إيجابياً في الجمهور. ولهذا، فإن ذكر اسمه يذكّرنا جميعاً بجيل من المبدعين الذين صنعوا تاريخ الإعلام في بلادنا، وجعلوه أكثر ثراءً وحيوية.

في الختام، أقول بكل فخر وامتنان: رائد عربيات ليس مجرد مخرج، بل هو أيقونة تحكي قصة عشق للتلفزيون وصدق في العمل، وشخصية تستحق أن يُخلد اسمها ويُحتفى بها بين كبار اهل الفن والإعلام.

وها هو رائد يصل إلى أعلى منصّة في مكان عمله، ويتوّج مسيرته المشرّفة بتوليه منصب مدير التلفزيون. ورغم هذا الإنجاز الكبير، بقي رائد كما عهدناه دائمًا؛ الخلوق، المتواضع، الصديق الصدوق، وصاحب أجمل ابتسامة تزرع الفرح في قلوب من حوله. فهنيئًا له هذا التميّز، وهنيئًا لكل من يعمل معه بروحه الطيبة وأخلاقه الرفيعة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :