العالم في فوضى حتى ينظم نفسه
أ.د.محمد المصالحة
10-08-2025 11:31 PM
شهد العالم خلال أكثر من قرن حربين عالميتين، ومجموعة حروب إقليمية، ذهب ضحيتها عشرات، إن لم يكن ملايين البشر من قتلى وجرحى، وتدمير هائل بعناصر البيئة والطبيعة التي خلقها الله، لتكون مأوى صالحاً للحياة.
القابضون على زمام الأمور بالشأن الدولي من الدول العظمى، لم يرتدعوا، ويعتبروا ما عانته وكابدته البشرية من عذابات وجروح في تلك الحروب المريرة والمهلكة، وتوافقوا على تكريس نظام قانوني دولي ومؤسسات دولية عامة ومتخصصة لمعالجة الحروب ونتائجها، والنزاعات بين الدول، وكيف يمكن وقفها وحلها وفقاً لقواعد ميثاق الأمم المتحدة، ومبادئ القانون الدولي.
الدول المارقة فقط، هي التي لا تحترم القانون الدولي، وتقف متفرجة على عسكرة العلاقات بين الدول، وقبولها بخرق هذا القانون، واجتياح أراضي الغير واستباحة سيادته، ولا تعمل وفقاً لمبدأ الدفاع الجماعي ضد قوات المعتدي وردعه، كما فعلت الأمم المتحدة، بناء على قرار من مجلس الأمن، بصد قوات كوريا الشمالية، وحملها على الانسحاب إلى خلف الخطوط المرسومة مع الشمال.
لا أحد يمكنه أن يتخيل كيف تصبح البيئة الدولية بعد اليوم، في ظل الإفلات من القانون، وأي صيغة جديدة لتنظيم العلاقات، لجعلها بحالة استقرار إذا ما هدمت أركانه، وتركت إسرائيل، كدولة احتلال وعدوان، تمارس البلطجة، دون أي رادع من مجلس الأمن.
بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد مفاوضات شاقة بين الدول المنتصرة في الحرب، تم تدشين الميثاق، وبنيت المنظمة الدولية على أنقاض عصبة الأمم، واليوم، هناك حربان دوليتان، بين أوكرانيا وروسيا من جهة، وكل من أميركا وأوروبا من جهة أخرى، وحرب عدوانية في فلسطين، تشارك فيها حكومات غريبة، إلى جانب الاحتلال، ضد الشعب الفلسطيني ودول المنطقة، فكيف سيتم تسوية مطالب أطراف الصراع في الحالتين، في غياب الدور الدولي الفاعل!.
وفي خلاصة الأمر.. اذا جرت التطورات تاربخيا على انشاء تنظيم دولي جديد يفترض ان يفي بمتطلبات حفظ السلم والامن الدوليين.. فهل يعقب الحروب الحالية محاولات لاحترام التنظيم الدولي الحالي او انهيار وسيطرة الفوضى في العلاقات الدولية ..إلى حين إيجاد مخرج من الواقع الدولى الراهن ؟.