facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صندوق الطالب الجامعي… حين تتحول الأرقام إلى أعمدة للعلم


محمد علي الزعبي
11-08-2025 12:12 PM

في أمةٍ تعي أن العلم هو الحصن الأمتن، والطالب هو رأس المال الأغلى، يجيء القرار الحكومي ببيع أرقام السيارات الحكومية المميزة وتحويل عائداتها إلى صندوق دعم الطالب الجامعي خطوة تتجاوز حدود الإجراء المالي، لتصبح فعلًا وطنيًا مؤسسًا على رؤية بعيدة المدى.

إن تحويل هذه الأرقام – التي كانت مجرد رموز معدنية على مركبات – إلى موارد تموّل طموحات الشباب، هو ترجمة صريحة لفلسفة أن الاستثمار في الإنسان هو أسمى أشكال الاستثمار. فالجامعات ليست قاعات ومحاضرات فحسب، بل مصانع للقيادات، ومشاتل للأفكار، ومنصات لإطلاق الطاقات الكامنة.

صندوق دعم الطالب الجامعي ليس مجرد حساب مصرفي يوزع منحًا وقروضًا، بل هو جسر يربط بين حاضر الوطن ومستقبله، يرفع على أكتافه آمال آلاف الطلبة الذين تعترضهم الحواجز الاقتصادية، ويفتح أمامهم أبواب المعرفة دون أن تكبلهم قيود الحاجة.

بهذا القرار، تضع الحكومة لبنة جديدة في بناء منظومة تعليمية متقدمة، تنسجم مع رؤى التحديث الثلاث، وتؤكد أن التعليم ليس هامشًا في جدول الأولويات، بل محورًا تدور حوله خطط التنمية الشاملة. إنها رسالة بأن إدارة المال العام يمكن أن تكون مبتكرة، وأن كل أصل يمكن أن يتحول إلى رافعة للنهوض إذا وُضِع في المسار الصحيح.

هكذا، تتحول لوحات الأرقام المميزة من ترفٍ إداري إلى أداة تنموية، ومن زينة على سيارات رسمية إلى دعامة لصروح العلم. وهذه فلسفة دولة تعرف أن النهضة تبدأ من مقاعد الدراسة، وأن الاستثمار في العقول هو الضمانة الأبدية لأمنها وتقدمها.

فليعلم الجميع أن كل دينار يوضع في صندوق دعم الطالب الجامعي، هو رصاصة في صدر الجهل، ودرع في وجه الفقر، وبذرة في أرض النهضة. ومن اليوم، لن تبقى أرقام السيارات المميزة حكرًا على لوحات تتباهى بها المركبات، بل ستصبح أرقامًا محفورة في ذاكرة الوطن، لأنها تحولت إلى مقاعد دراسة، وشهادات تخرج، ووجوه شابة ترفع اسم الأردن عاليًا. فالتاريخ لا يخلد الأرقام الباردة… بل يخلد القرارات التي صنعت الفرق.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :