facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التاريخ يكتب بالدم لا بالحبر


يحيى الحموري
11-08-2025 12:39 PM

ها هو الدم في غزة يكتب قصيدته بالنار والرماد، ويخطّ على جدران البيوت المنهارة وصايا الشهداء الأخيرة، ويعلّق على عنق التاريخ قلادةً من العار لا تنزاح ما دامت الشمس تشرق على الأرض.

هنا الكيان المتوحش، الذئب الذي لبس جلد الإنسان، والجيش الأقذر في سجل الحروب، لا يقاتل الرجال فحسب، بل يشنّ حربه على المهد واللحد، على الحلم والخبز، على الحرف والصورة، على قلب الأم وابتسامة الطفل وشيبة الشيخ.

إنهم يقتلون كل ما يمشي، ويهدمون كل ما يقف، ويحرقون كل ما يثمر، حتى صارت غزة كوكباً من الجراح، وقلباً ينزف في صمتٍ يملأ الكون صراخاً. أي دين هذا الذي يبيح ذبح الصحفي وهو يمسك بالكاميرا كمن يمسك بميزان العدل؟ أي شريعة هذه التي تبارك دكّ البيوت على ساكنيها، وتطحن تحت الركام أحلام الطفولة؟

غزة اليوم ليست مدينةً محاصرة، بل معراجاً للشهداء، ومحراباً للصبر، ومسرحاً لجريمة لا تسعها كتب المؤرخين ولا قواميس اللغة. كل حجر هنا شاهد، وكل قطرة دم هنا شاهد، وكل غيمة حمراء في سمائها شاهد، حتى الريح تحمل رائحة الموت وتوزّعها على الأصقاع.

لكن، سيكتب الزمان في صفحته الأخيرة: أن هذا الدم المسفوك، وإن جرى على الرمل، فقد زرع في الأرض جذوراً لا تموت، وأن الطغاة، مهما ولغوا في الدم، فإنهم إلى زوال، وتبقى غزة، في قلب الأمة، آيةً من الكبرياء لا تمحى.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :