"إينياس" .. الذكاء الاصطناعي يُعيد كتابة التاريخ
11-08-2025 12:41 PM
عمون - في الوقت الذي يركز فيه العالم على الذكاء الاصطناعي التوليدي لمستقبلنا، تطلق شركة (ديب مايند) التابعة لجوجل ابتكارًا جديدًا يوجه هذه التقنية نحو فهم الماضي. فقد طورت الشركة، بالتعاون مع خبراء آثار، نظامًا ذكيًا يحمل اسم "إينياس" (Aeneas)، يهدف إلى فك شيفرات النقوش اللاتينية القديمة، مما يمثل ثورة في مجال علم النقوش.
يعتمد نظام "إينياس"، الذي سُمِّيَ على اسم البطل الأسطوري في ملحمة تأسيس روما، على الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحليل آلاف النقوش اللاتينية من القرن السابع قبل الميلاد إلى القرن الثامن الميلادي. وقد دُرّب النظام على مجموعة بيانات ضخمة تضم أكثر من 176 ألف نقش، تم جمعها على مدار عقود من قبل المؤرخين.
كيف يعمل "إينياس"؟
كان المؤرخون سابقًا يعتمدون على خبرتهم لتحديد النصوص المتشابهة في الصياغة أو المنشأ، وهي عملية معقدة تستغرق وقتًا طويلًا. لكن "إينياس" يسرّع هذه العملية بشكل هائل، حيث يمكنه استرجاع الروابط النصية والسياقية بين النقوش في ثوانٍ، مما يوفر على الباحثين شهورًا من العمل اليدوي.
قدرات فريدة للنظام
يتمتع "إينياس" بقدرات متقدمة تجعله أداة لا مثيل لها:
البحث عن المتشابهات: يحول النظام كل نقش إلى "بصمة تاريخية" فريدة، مما يمكنه من تحديد الروابط العميقة بين النصوص بسرعة.
معالجة المدخلات المتعددة: هو أول نموذج يحدد المنشأ الجغرافي للنقش من خلال تحليل النص والصور المرئية معًا.
ترميم النصوص: يمكن للنظام ترميم الأجزاء المفقودة من النصوص حتى لو كان حجم الفجوة غير معروف، مما يجعله مرنًا في التعامل مع المواد الأثرية المتضررة.
تعدد الاستخدامات: يمكن تكييفه للعمل مع لغات ووسائط قديمة أخرى مثل أوراق البردي والعملات المعدنية.
نتائج مذهلة في التجارب الميدانية
أظهرت التجارب الميدانية التي شارك فيها 23 خبيرًا أن استخدام "إينياس" يعزز من كفاءة ودقة الباحثين بشكل كبير:
فائدة البحث: في 90% من الحالات، كانت النتائج التي قدمها النظام نقطة انطلاق مفيدة جدًا للخبراء.
دقة التأريخ: حقق النظام دقة عالية في تقدير عمر النقوش بفارق لا يتجاوز 13 عامًا عن التواريخ المؤكدة.
تفوق مشترك: أثبتت التجارب أن أداء المؤرخين الذين استعانوا بالنظام كان أفضل بكثير من أدائهم بمفردهم أو من أداء الذكاء الاصطناعي وحده، مما يؤكد أن "إينياس" شريك وليس بديلًا.
تأثيره على علم النقوش
يمكن لهذا الابتكار أن يغير مستقبل علم النقوش من خلال:
تسريع الاكتشافات: يحدد النظام بسرعة النصوص المتشابهة، مما يوفر على الباحثين وقتًا طويلًا.
توسيع الخبرات: يحرر الباحثين من قيود التخصص في منطقة زمنية أو جغرافية معينة.
زيادة دقة النتائج: يساهم في تحقيق استنتاجات أكثر موثوقية حول النصوص القديمة.
ولضمان استفادة الجميع من هذا النظام، تم إتاحة نسخة تفاعلية منه مجانًا عبر موقع (predictingthepast.com)، كما نُشر الكود البرمجي ومجموعة البيانات مفتوحة المصدر لتشجيع المزيد من الأبحاث والتطوير في هذا المجال الرائد.