عمون - كتب الفنان خلدون ابو طالب -
شهدت ساحة الفن التشكيلي الأردني سطوع اسم إلفنانة العراقية المقيمة في الأردن يادة العبيدي كواحدة من أبرز الفنانات. اللواتي جمعن بين أصالة الهوية الأردنية والهوية العراقية، حيث استطاعت العبيدي من خلال لوحاتها أن تقدّم صورة فنية عميقة تُعبّر عن الثقافة الاردنية والعراقة بلغة يفهمها كل متذوق للفن، بغض النظر عن خلفيته أو ثقافته.
أعمال الفنانة العبيدي لا تقتصر على نقل المشاهد الطبيعية التراثية بل تُعيد تشكيلها بأسلوب بصري فني يُضاهي الأعمال المعاصرة في أشهر الَعارض فكل لوحة هي مزيج بين الموروث المحلي والتقنيات الفنية الحديثة، وبين الرمز الثقافي والحس الجمالي.
كما تجد في أعمالها تنوع لافت في التقنيات مثل الرسم بالزيت، والتراكب اللوني والخامات المتنوعة، ما يمنح اللوحة عمقًا بصريًا وروحيًا، ما يميز تجربة العبيدي
ابتكار التراث برؤية معاصرة، فلوحاتها تعكس فلسفة فنية تؤمن بأن الهوية المحلية ليست مجرد ذكرى، بل مصدر إلهام قابل للتجديد والتطور، لتُصبح جزءًا من الفن المعاصر.
كما ترى العبيدي أن الفن الذي ينبع من الانتماء الحقيقي للهوية هو الفن القادر على الوصول إلى المتلقي فهي لا تسعى لتجميل الواقع بل لعرضه كما هو لكن بلغة جمالية متقنة تجعل من كل تفاصيله فرصة للحوار البصري. لهذا تجد أعمالها تتصدر المعارض وتستقطب الجمهور الواسع.
كما أن الفن الذي تقدمه يحمل شخصية بصرية قوية وهوية ثقافية واضحة، ما يجعلها قادرًة على الوقوف بجانب أشهر الفنانين ، من خلال تقديم رؤية متكاملة لفن الهوية والانتماء، كما أن لوحاتها تمثل دعوة لكل من يشاهدها لإعادة اكتشاف الجمال العربي من الداخل.
ويذكر ان الفنانة التشكيلية ياده العبيدي هي من مواليد مدينة بغداد، وتحديداً منطقة الاعظمية. أكملت دراستها الابتدائية والثانوية في مدرسة التطبيقات النموذجية، درست بعدها في كلية الفنون الجميلة ببغداد وتخصصت في الخزف والرسم. رسمت أول لوحة وهي في السادسة من عمرها وكرمت حينها من قبل أستاذها الفنان والملحن المعروف فاروق هلال في مدرسة التطبيقات النموذجية. وتؤكد الفنانة أنها تأثرت كثيراً بوالدتها التي شجعتها على دراسة الفن التشكيلي. وكانت بدايتها في عالم الفن مع الخزف، إذ كانت تمتلك مشغلا خاصا بها غير أن الظروف الصعبة التي مرت على العراق في الثمانينات والتسعينات والمتمثلة بانقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر المواد الأساسية لعمل الخزف أغلقت المشغل واتجهت إلى الرسم وصنع الاكسسوارات.
تعمل الفنانه استاذة في الجامعة الاردنية واقامت العديد من المعارض شخصية وهي عضو الرابطة الدولية العالمية للفنانين المحترفين (اليونسكو) وشاركت في العديد من المعارض والمهرجانات داخل الأردن. والعراق وخارجه، كما شاركت في الدورات الاربع من ملتقى المبدعين للفن التشكيلي والخط العربي والتصوير الذي نظتمه جمعية المبدعين للفكر والثقافة والفنون في مدينة السلط..