من النيل إلى الفرات .. أطماع الكيان بين التصريحات والمخططات
م. عبدالله الفاعوري
13-08-2025 07:11 PM
كان مؤسفًا جدًا ما صدر بالأمس على لسان النتن ياهو، رئيس وزراء الكيان الغاشم، من رغبة في توسيع حدود كيانه لتصل إلى الأردن ومصر، إذ لا يحمل هذا التصريح أي احترام لسيادة الدول، كما يكشف سوء النوايا التي يضمرها الكيان تجاه العرب عامةً وأقطار المنطقة خاصةً.
إن هذه التهديدات تمثل إشارات خطيرة ترسم مخططات وملامح أهداف الكيان المستقبلية بإقامة دولتهم المزعومة من النيل إلى الفرات. فمنذ السابع من أكتوبر وحتى الآن، استطاع الكيان أن يقطع شوطًا كبيرًا نحو أهدافه المنشودة؛ فكانت البداية من غزة التي لا تزال عصية عليهم، مرورًا بلبنان، وصولًا إلى سوريا، ثم الضربات التي استهدفت إيران، ليبرز امتداد جيوسياسي للكيان يغيّر خارطة القوى، ويكشف عن مشروع "ممر داوود" الذي يستهدف الوصول إلى الفرات عبر سوريا من خلال اللعب على الوتر الطائفي واستغلال الأقليات كوسيلة لتقسيم المنطقة إلى دويلات.
واليوم، تؤكد هذه التصريحات أن هذا الكيان يسعى للتوسع، وأن كل دولة في المنطقة تمثل بالنسبة له مشروعًا مستقبليًا، لكن بوقت محدد يناسب إمكاناته.
إن ما يتطلبه الموقف اليوم هو موقف عربي متماسك يؤمن بأن هذا الكيان لا مكاسب حقيقية من السلام معه، وأن مفهوم السلام لديه ليس سوى هدنة مؤقتة للتخطيط والانقضاض والتوسع. لذا، يجب على دولنا أن تدرك أهمية الوحدة والتلاحم والتعاون في مختلف المجالات، بما يحقق الاستغناء عن أي حاجة لهذا الكيان، فنحن كأوطان عربية نمتلك القدرة الديموغرافية والاقتصادية والعسكرية والروحية، شرط أن نعزز القيم الجامعة والروابط الموحّدة.