ثبات الأرض بثباتنا: كلمة حق في وجه الباطل
حاكم الطعجان
14-08-2025 11:57 PM
في هذه اللحظة التاريخية التي يحاول فيها البعض العبث بخارطة المنطقة، وإعادة رسم حدودها بأوهام استعمارية، نؤكد نحن أبناء الأردن، وبأعلى صوت، أن الأرض التي نعيش عليها لم تُخلق للبيع أو المساومة، وأن ترابها ارتوى بدماء الشهداء الذين سطروا ملاحم المجد دفاعاً عن الحق.
لقد خرج علينا رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو، في تصريحاته الأخيرة،التي لاتغني ولاتسمن من جوع متحدثاً عن مشروع ما يُسمى بـ "إسرائيل الكبرى" وضم أراضٍ من الأردن ومصر، ضارباً عرض الحائط بالقوانين الدولية والمواثيق الأممية، ومظهراً استخفافاً فاضحاً بحقوق الشعوب وسيادتها. هذا الكلام ليس جديداً في نوايا الاحتلال، لكنه اليوم يواجه شعباً وقيادةً وجيشاً لا يساومون على شبر من تراب الوطن.
إننا نقف بكل ما نملك من قوة وإيمان خلف قائدنا الهاشمي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وولي عهده الأمين، سيف الحق الأمير الحسين بن عبدالله، في مواقفهم الثابتة دفاعاً عن سيادة الأردن وحماية أرضه ومقدساته. لقد علّمنا الهاشميون أن الكرامة لا تُشترى، وأن الحق لا يسقط بالتقادم، وأن المواقف لا تهتز أمام الضغوط والمؤامرات.
إن الأردن، برجاله ونسائه، جيشاً وأمناً، سيبقى الحصن المنيع الذي تتحطم عند أسواره كل المشاريع التوسعية. أرضنا ثابتة كما نحن ثابتون، لا تهزنا التصريحات، ولا تخيفنا التهديدات، لأننا نعرف أن قوة الحق أقوى من باطلهم، وأن صوت الحق مهما حاولوا إسكاته، سيبقى يجلجل في سماء هذه الأمة.
وليعلم القاصي والداني أن الأردن ليس ضعيفاً ولا وحيداً، فنحن أبناء راية العز، نقف صفاً واحداً خلف القيادة، متمسكين بكل ذرة تراب، لا نفرط ولا نتنازل، وإن كان قدرنا أن نكون خط الدفاع الأول عن هذه الأمة، فسنكونه بكل فخر وعزة.
ختاماً، نقول لنتنياهو ومن على شاكلته: الأرض التي تحلمون بها ليست للبيع، والحدود التي تريدون تغييرها مرسومة بدماء الأحرار، ومن يظن أن الأردن سيقف مكتوف الأيدي، فقد جهل معدننا وأخطأ قراءة تاريخنا.