facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كيف نلجم الاحتلال؟


نسيم عنيزات
17-08-2025 12:21 AM

إن تصريحات رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو الأخيرة حول دولة إسرائيل الكبرى الوهمية تهديدٌ للأمن القومي العربي، خاصة دول المنطقة.

الأمر الذي يؤكد الأطماع الصهيونية التوسعية، مستغلًا حالة الضعف والسكون العربي، ودعم الولايات المتحدة الأمريكية.

فبعد جرائمه في غزة، وحرب التجويع والإبادة غير المسبوقة التي يمارسها دون رادع وموقف حازم وقوي لردعه، ما زال يتمادى بهمجيته وغروره في سوريا ولبنان، والموقف العالمي على حاله، مكتفيًا بالتنديد والتصريحات الاستنكارية، الأقرب إلى الاستجداء، دون إيجاد آذانٍ صاغية، بل رفعت إنزيمات غروره وزادت وتيرة أعماله الإجرامية والاستيطانية.

وفي ظل العزلة شبه الدولية والتنديد العالمي، يخرج بتصريحات مرفوضة، مع أنها جزء من عقيدته وتعكس طموحاته وشركاءه اليمينيين المتطرفين، إلا أن توقيتها يأتي لتوجيه الأنظار عمّا يخطط له في الوقت القريب من احتلال غزة وتهجير سكانها والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، لإنهاء حلم إقامة الدولة الفلسطينية، كردٍّ على موجة الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية.

ومع ضرورة التعامل مع تصريحاته الأخيرة بمحملٍ من الجدّ وبأدوات مدروسة وملموسة، لأنها أيضًا تشكل بالون اختبار لإجبار دول المنطقة على الرضوخ وقبول الواقع، وتغيير قواعد اللعبة مستقبلًا، فيما يتعلق بشكل الشرق الأوسط الجديد وما ينجم أو يتبعها من تحالفات ومحاور جديدة بقيادة دولته المزعومة.

الأمر الذي يتطلب مواجهة طموحاته بحزم ودفنها في مهدها، وعدم الاكتفاء بالتنديد وبيانات الشجب والاستنكار.

فما طرحه نتنياهو ليس جديدًا، بل جزء من عقيدة اليمين المتطرف الراسخ في عقولهم، لن يغيره الاعتذار أو التراجع عنه. إن دولة الاحتلال أخذت تتمادى بعد أن أصابها الغرور، وتتصرف بنوع من الجنون وعدم الاكتراث، مستغلة عملية طوفان الأقصى، ومستفيدة من الحالة العربية غير المنسجمة.

وعلى العرب جميعًا، خاصة دول المنطقة، أن يتيقنوا بأن طموحات نتنياهو لا حدود لها، وكلما تقدم خطوة أو حقق إنجازًا، يزداد غرورًا ودفعًا نحو المزيد، وفي النهاية لن ينجو منها أحد، ولن تسلم من نارها دولة.

مما يتطلب موقفًا حازمًا يستند إلى مشروع عربي موحد وواقعي، وتشكيل جبهة عربية ذات استراتيجية موحدة ومتكاملة، تتمثل برفض الكيان باعتباره دولة محتلة، وعدم الاعتراف به، وإعادة النظر بمنظومة الاستراتيجيات وآليات التعامل معه، ومن ثم التحرك دوليًا لفضح جرائمه ومخططاته التي تتعارض مع القرارات والمواثيق الدولية. «فالرطل لا يجيبه إلا رطلان وأكثر».

أي علينا أن نبدأ نحن كعرب، وأن نبادر ونغادر دائرة المتلقي والدفاع، ومحاربته بطريقته ونفس أسلحته، وأن نساعد أنفسنا أولًا، قبل التوجه إلى دول العالم، التي لن تساعدنا إذا لم نساعد أنفسنا، لنضعها أمام مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية، ودفعها نحو الالتزام بالقرارات الدولية.

على العالم ودوله أن تشعر بأن المنطقة ستشتعل، وأن مصالحهم ستهدد، وأن حالة الاستقرار الهشّة مهددة، إذا لم يتم ردع الاحتلال ووقفه عند حده، من خلال خطوات وإجراءات واضحة وملموسة.

أما إذا بقينا في الدائرة نفسها نكرر أقوالنا، ونصور بياناتنا، ونعيد تصريحاتنا، فإننا سنخسر جميعًا.

فالهبّات لن تحمي الدول.


الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :