facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من الألم إلى الإلهام: الأزمات كفرصة لإعادة اكتشاف الذات


لانا ارناؤوط
17-08-2025 11:41 AM

تمرّ حياتنا بمحطات متقلبة، فيها أيام ناعمة كالماء، وأخرى صاخبة كالعواصف وقد تبدو الأزمات في لحظتها أشبه بانهيار كامل، وكأن الأبواب كلها أُغلقت دفعة واحدة لكن التجارب الإنسانية تخبرنا أن تلك اللحظات ليست سوى بداية لرحلة مختلفة، رحلة يكتشف فيها الإنسان نفسه من جدي ، الأزمة بطبيعتها تهزّ الثبات المألوف، تكسر الإيقاع الروتيني الذي ألفناه، وتجعلنا في مواجهة مباشرة مع أسئلة كنا نؤجلها من نحن فعلًا؟ ماذا نريد أن نكون؟ وما الذي يستحق أن نبذل من أجله جهدنا وعمرنا؟ تلك الأسئلة قد لا نجد لها أجوبة في الهدوء والراحة، لكنها تفرض نفسها بقوة وسط العاصفة.

في لحظة الألم، يظن الإنسان أن النهاية قريبة، لكنه مع مرور الوقت يبدأ في التقاط إشارات صغيرة للنجاة يكتشف أن داخله قوة لم يكن يعرف بوجودها، وأن لديه قدرة على التكيف تفوق ما كان يتصوره وحين يتجاوز الأزمة، يدرك أن ما كان يعتبره ضعفًا لم يكن سوى طاقة لم تُختبر بعد الأزمات أيضًا تُعيد ترتيب الأولويات، فهي تمسح الغبار عن المشهد وتكشف الزيف الذي كنا نتشبث به كم من إنسان ظن أن نجاحه في الوظيفة هو كل شيء، حتى جاءت أزمة لتجعله يكتشف أن الصحة أو العائلة أو الكرامة أهم بكثير.

وكم من شخص عاش سنوات في سباق محموم وراء التفاصيل الصغيرة، حتى جاءت لحظة فاصلة جعلته يرى الصورة الكبرى بوضوح من هنا تنشأ العلاقة بين الألم والإلهام فالألم ليس عدوًا بقدر ما هو معلم قاسٍ، والإلهام ليس لحظة عابرة بقدر ما هو ثمرة صبر وتجاوز عندما نخرج من الأزمة، نخرج أكثر وعيًا بذواتنا وأكثر قربًا من حقيقتنا ولعل أجمل ما في الأزمات أنها تجعلنا نُدرك قيمة الإنسان الذي بداخلنا ذلك الإنسان القادر على النهوض بعد كل سقوط، وعلى إعادة البناء بعد كل انهيار، وعلى ابتكار معنى جديد للحياة حتى في أصعب الظروف.

إن الأزمة ليست نهاية، بل هي بداية بشكل آخر. قد تكون بداية حلم جديد، أو بداية طريقة عيش مختلفة، أو بداية مصالحة مع النفس. والذين يتعلمون قراءة رسائل الأزمات بعمق، هم الذين يحولون الألم إلى إلهام، والانكسار إلى طاقة، والظلام إلى شعلة تضيء الدرب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :