في لحظة فارقة من عمر الوطن، وفي ظل ظرف إقليمي دقيق، أعلن صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد المعظم، قرارا وطنيا استراتيجيا بإعادة تفعيل خدمة العلم، واستجابة واعية لمتطلبات المرحلة وتطلعات الشعب الأردني.

إعادة تفعيل خدمة العلم لا يُقرأ فقط بوصفه إجراء تنظيميا، بل هو رسالة سياسية عميقة، تقول بوضوح إن الأردن، بقيادته الحكيمة، وجيشه العربي المصطفوي، وأجهزته الأمنية، وشبابه الواعي، مستعد لكافة التحديات، وقادر على حماية حدوده وصد كل محاولات المساس بسيادته أو العبث بأمنه واستقراره.

بكل تأكيد هذا القرار هو ترجمة حقيقية لرؤية القيادة الهاشمية، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، في تحصين الجبهة الداخلية، وتعزيز الهوية الوطنية الجامعة، وتكريس قيم الولاء والانتماء لدى شباب الوطن.

جاءت هذا القرار أيضا كـرد عملي وواقعي على تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي واليمين المتطرف نتنياهو، الذي عبّر مؤخرا عن أطماع توسعية تجاه الأرض الأردنية والعربية. فجاء الرد الأردني شامخا، واثقا، وعلى لسان ولي العهد، بأن الأردن قوي، عصيّ على الطامعين، وراسخ بقيادته وشعبه وجيشه.

لا تنحصر أهمية خدمة العلم في بعدها العسكري فقط، بل هي خطوة تنموية واجتماعية، تهدف إلى تأهيل الشباب، وتحفيزهم على الانخراط في خدمة الوطن، وتحمل مسؤولياتهم الوطنية والاقتصادية والاجتماعية. إنها دعوة لتمكين جيل جديد يؤمن بالعمل والانضباط والانتماء، ويُسهم في بناء المستقبل.

القرار يأتي ضمن رؤية متكاملة لجلالة الملك وسمو ولي العهد في تجذير مفهوم الأمن الوطني الشامل، عبر رفد مؤسسات الدولة بدماء فتية مؤمنة برسالة الوطن، ومدركة لأهمية التكاتف في مواجهة التحديات.

كما يشكل هذا القرار لبنة في مشروع وطني شامل، يؤسس لمرحلة جديدة من ترسيخ الوحدة الوطنية، وتكريس الهوية الأردنية الاصيلة، وتعزيز قيم الانتماء والولاء في ظل ما تمر به المنطقة من استقطابات ومخاطر.

إن إعادة تفعيل خدمة العلم قرار استراتيجي يحمل في طياته رسائل سياسية وأمنية واجتماعية عميقة، ويبرهن على أن الأردن لن يقف متفرجا أمام التحديات، بل سيتحرك بثقة وصلابة، مؤمنا بشبابه، وملتزما بثوابته الوطنية، ومحافظا على كرامته وسيادته.

إنه إعلانٌ جديد بأن الأردن سيبقى، كما عهدناه دوما، واحة أمنٍ واستقرار، ودولة عز وسيادة، عصيّة على التهديد والانكسار.