محمود (العادي) يروي "يوميات الحزن العادي"
18-08-2025 11:19 PM
عمون - قراءة محمد جميل خضر
(نص/ يوميات)
مدخل (1):
أنا مجرد (محمود عادي) كما هو حال مئات الآلاف ممن يحملون هذا الاسم من شعبنا الفلسطيني على وجه الخصوص، وشعبنا العربي على وجه العموم، مع وضع احتمالية حمْل الاسم من بعض المسلمين غير العرب. لستُ محمود درويش، على سبيل المثال، صاحب "يوميات الحزن العادي"، ولا محمود ياسين، حتى أنني لستُ محمود قطز بطل "عين جالوت" بين نابلس وبيسان. ولولا إغواءات شقيقي الكاتب ما كنت أقدمتُ على تدوين سيرتي، أو، وحتى نكون أكثر دقة، تسجيلها له ليقوم، هو بدوره، بتفريغها، فأنا لا أرى فيها ما يستحق التدوين. ولكن على ما يبدو أن من يعتقدون أنهم يرون بعين ثالثة سيظلون، دائمًا وأبدًا، مصدر قلق لنا وباب مشاكسة واسعٍ مفتوحٍ على الاحتمالات جميعها.
مدخل (2):
قد تقع الذاكرة الشفوية بأخطاء تتعلق بالتراتبية الزمنية، وهذا ما سوف تلحظونه أحيانًا في اليوميات، على اعتبار أن المفرّغ أقسم أن لا يتدخل بها لا في المعنى ولا في المبنى.
مدخل (3):
أنا الآن في دار الحق، ويومياتي باتت أمانةً بين يديّ من دوّنها كتابةً، ومن سيقع عليها قراءةً.
استهلال..
لن ينحني، بعد اليوم، شعبي، ولتذهب عواصف الدنيا جميعها إلى الجحيم.
اليوم الأول: النكبة
جنوب شرق مدينة الرملة الفلسطينية المحتلة، على طريق اللطرون نحو القدس ورام الله، كانت تتباهى ببئرِها ووليّها قريتي "بئر ماعين". خمسة من أشقائي وشقيقاتي ولدوا في بلدتي المدمّرة التي كانت مشهورة بالتّين والصبْر (أي أنهم، كما يظل شقيقي الكاتب يردد، أكبر من الوجود الاحتلالي للعدو الصهيوني في بلادنا فلسطين). أمي، رحمها الله، كانت تعشق موسم النبي صالح، وظلت تشارك فيه ماشيةً حافيةً حتى بعدما تزوجت وهي بعمر القمر في بدره الـ 14. كانت تربطها، إلى ذلك، علاقة وجدانية بالتينة العجوز في باحة دار جدي خليل (عمّها وحَماها)؛ تنام تحتها، وحين يلمحها الرجَال غافيةً هناك ما كانوا يجرؤون حتى مجرّد إطالة النظر نحوها، فمن المجنون الذي يريد أن يوقع نفسه بين براثن جبروت لبيبة بنت فهيمة بنت ديبة، وقوة شخصيتها وسلاطة لسانها، وسرعة بديهتها!؟ أبي، رحمه الله، كان يعشق ثورة الريف الفلسطيني، ولهذا شارك فيها رغم أنه كان يملك مطعمًا داخل معسكرٍ للجنود البريطانيين، ليكتشف أن عليه أن يضحّي إما بالمطعم أو ببهجة المشاركة في الثورة، فقرر إغلاق مطعم المعسكر وإراحة أمّي من تحضير حلّة فول كبرى قبل الرابعة من صباح كل يوم. ارتدى بدلة الأفندية من أهل الحضر (المِدِن) في يافا وما حولها، وصار يجالس السياسيين في مقاهي اللد والقدس ورام الله ونابلس وغيرها. كانت أمي تقول لنا إنه كان (دون جوان) الأناقة؛ يضع فوق رأسه حطّةً بيضاء من غير سوء، مصنوعةً بأيدٍ أرمنيةٍ ماهِرة، فوقها عقال من الصوف الإنجليزيّ. يرتدي بدلة جورجيت إنجليزية فاخرة. كل شيء تغيّر بعد النكبة. انهار العالم الذي صنعه والدي أيام شبابه، وتحوّل بلحظةٍ غاشمةٍ إلى لاجئ، بداية إلى لاجئ فوق أرضه، ثم لاحقًا لجأ وأسرتُنا إلى الأردن، الزرقاء أولًا، ثم عمّان؛ بدايةً سفح جبل النزهة بين وادي الحدادة ومخيم الحسين، ثم لاحقًا في قلب جبل النزهة، ثم الانتقال بعد أيلول 1970، إلى جبل الحسين، حيث تنقّلنا بين بيتيْن هناك. طفولتي وما بقي في ذاكرتي يتعلّق بالبيت الثاني المطلّة نافذته الجنوبية على مخيم الحسين. هل لاحظتم كم أنا عادي؟
اليوم الثاني: نقاط التماس
كما هو حال مئات الأولاد ممن يقيم أهلهم في المنطقة الفاصلة بين مخيم الحسين وجبل الحسين.. بين أيِّ مخيمٍ وحيّ، كبرتُ في ربوع نقاط التماس الملتبسة تلك.. لم ألتقط الفرق ولم ألتقط اللافرق! اللافت أن الأطفال في عمرنا سبعينيات القرن الماضي، ورغم أن نار أيلول الدامي لم تبرد بعد، إلا أن أطفال حارتنا العمّانية من شتى الأصول والمنابت ما كان يعنيهم سوى إدامة ساعات اللعب لأكثر مدة ممكنة؛ تجمعنا الكرة (بشكلٍ رئيسيٍ كرة القدم وكرة الطائرة)، لعبة عالي وَطْوَط، سيارات الأسلاك، عربات البيليا، الزقّوطة، الغمّاية، وقعت الحرب، الحَجْلة، الكُلول، تطيير أطباق وطائرات الورق، وألعاب أخرى كثيرة يبدو أن الذاكرة لا تسعفني لتذكّرها جميعها. يفرّقنا الليل، على اختلاف تعريفنا له بحسب صرامة آبائنا وأوقات استدعائِنا عبر مندوبيهم؛ شقيقة صغيرة تنادي شقيقها فرحانة أنها ستشمَتُ به بعد أن ظل يلعب ويلعب وهي تتحسّر وتتحسّر.. شقيق صغير رفض باقي الأتراب إشراكه في لعبة ما لصغرِ سنّه يأتي راكضًا هاشًّا باشًّا مُعلنًا أن أباه يطلب شقيقه علي على سبيل المثال. لم أفهم كثيرًا من قصص الحب التي أُشرِك فيها شقيقي حمودة رغم أنفه. كنت أصغر من أن أتورّط في (نهفاتها)، رغم أن (فلانة الحُولة) كانت اشترطت على حمودة، كما فهمت منه لاحقًا، أن تحبني مقابل أن تمارس دور الوسيطة بينه وبين رندة التي اختارته لحبها، لكن لا حمودة اختار رندة ولا أنا اخترت البنت التي وضعت كل هذه الشروط علمًا أنها تكبرني بثلاثة أعوام (كان عمري وقتها أقل من ستة أعوام صدّقوا أو لا تصدّقوا). هل لاحظتم كم هي عادية أيامنا العمّانية في الطفولة والصّبا؟
اليوم الثالث: الهروب
بتنويعاتٍ ممكنةٍ لِفاعلتيّ الصبر والرضا توالت أيام الحياة عند الحدود الواقعة بين جبلٍ ومخيّم.. كبرنا وصرنا نفهم التعريف السياسيّ للمخيم.. وعرفنا بكل ما جرى منذ نكبة شعبي وحتى جراحهُ الطريّة في بلاد العرب أوطاني.. أخذتني مدرسة عمر بن الخطاب الشاملة إلى عوالم أرحب من المخيم، حيث يقيم أبناء الأغنياء من الطلبة في أحياء تحمل أسماء غريبة على ألستنا الصغيرة مثل الشميساني وجبل عمّان، وكما هو حال الناس في أحيائنا، فإن الأغنياء هناك هم أيضًا من شتى الأصول والمنابت، مع فارقٍ جوهريٍّ بتعريفنا للحياة وتعريفهم هم لها! قررت الهروب بعد إنْهائي الثانوية العامة مباشرة. وهذا ما كان، بعد ظهور النتائج ونجاحي بمعدل متوسط لا يغري بأن يُقْدم الأهل على أي اقتراض، مكثت في البيت رافضًا الالتحاق بأي كلية متوسطة.. منتظرًا فرجًا يأتي لا أعرف من أين.. وجاء الفرج فعلًا عندما وافق والد أصدقاء لي أن يكفلني (وهو التاجر المتديّن الثريّ) كما كفل أولاده (ياسر ومجاهد) لِيسافرا إلى أميرْكا لإكمال دراستِهما هناك. كانت أميركا من يومها صعبة عندما يتعلق الأمر بتأشيرة السفر، وكانت تشترط أن يكشف الكفيل عن حساباته البنكية ويقدم كشوفات تبيّن ملاءته المالية قبل أن يقبلوا (تزيين) صفحات جوازات سفر بلاد العالم الثالث (المتخلفة) بتأشيرتِهِم الغنوج المتمنّعة!! كان هروبي إلى بلاد العم سام في مطالع ثمانينيات القرن الماضي، ولم يحتج مني الأمر لأقل من سنة لأكتشف أن عليّ استبعاد فكرة الدراسة، على الأقل لعدة سنوات أبحث عن عمل فيها وأؤمّن قوتي كفاف يومي. أمي الفلسطينية الجبّارة القوية، ورغم أنها كانت أكثر الناس اعتراضًا على سفري، وأغْضبها لين أبي في تعامله مع موضوع سفري، إلا أنها وحين أخبرتها بعد أقل من عام على وصولي، وبما يشبه الاستجداء، أنني لا أريد أن أبقى في أميركا، وأنني جعتُ وتعبتُ وحزنتُ وانهزمتُ، حتى أنني أخبرتها أن بعض الأهالي في كاليفورنيا (ولاية إقامتي الأولى) يُحضرون أولادهم ليخيفونَهم من خلال شكلي ونحولي، ويخبرونَهم أن هذا مصير الذي لا يسمع كلام ذويه، ولا يأكل كما ينبغي، ولا ينام كما ينبغي وما إلى ذلك. سخطتْ أمّي عليّ أضعاف سخطها حين سفري على غير رغبتها، وأعلنت بوضوح لا لبس فيه أنها سوف تتبرّأ مني إن عدتُ بكل هذا الأسى والاستسلام والانهزام: (إياك أن تعود.. إياك أن تعود.. إياك أن تعود).. قُضي الأمر.. واكتشفتُ بحزن أثقل صدري أن أميركا أصبحت قدري. ياااااااااااااه كم عادية كل هذه الحكايات.
اليوم الرابع: الدرامز
ها قد تشابكت خطوط الذاكرة.. فقصتي مع الدرامز سبقت سفري إلى أميركا.. أحببته من أول نظرة.. أو لنقل من أول سَمعة.. وحين لا يملك أهلي، بالطبع، ثمن آلة موسيقية، وحتى لو كانوا يملكون فهم حتمًا لن يشْتروها لي، (هاي آخرتها) ستقولُ أمي وسيقول أبي، وحين أن هذه الحقيقة لم تقلّل من تعلقي بهذهِ الآلة الحيوية الصاخبة، فقد قررت تفكيك بعض علّاقات الملابس (المصنوعة من الخشب طبعًا)، واستخدام خشبتها السفلية (القاعدية) كيدٍ ضاربةٍ فوق طبول الدرامز، وأما الجزء المعدني من الآلة، فقد استخدمت في مقاربتي له صواني نحاسية كان يجلبها الحجّاج والمعتمرون معهم من المملكة العربية السعودية، أضع صينيّتين فوق بعضهما بحيث تكون المنطقة المقعرة منهما إلى الداخل، أما أين أضرب بالعصا الخشبية ففوق مقاعد غرفة الجلوس، وعلى يد (الكنباية) الصينيتان النحاسيّتان.. ولعل أحد أسباب رضوخ أبي لرغبتي السفر إلى بلاد ما وراء البحار، هو التخلص مما أحدثه درامْزي البيتي العجيب من إزعاج وفوضى داخل بيتنا الصغير (غرفة نوم ومطبخ، والمطبخ مقسوم بفاصل قماشي ليصبح الجزء الخارجي منه غرفة جلوس وضُيوف ومآرب أخرى). خلال أيام هوسي بالدرامز تعرفت في مرحلة دراستي الثانوية على نعمان شقيق الفنان كمال خليل مؤسس فرقة بلدنا.. وأعتقد أنه شريك شقيقه في تأسيس الفرقة.. نعمان كان عازف الدرامز في الفرقة.. وكان يعجبني عزفه كثيرًا.. لعلني لم أكن أعرف عازفًا غيره فأًقارن بينهما.. على كل حال لا شك أن عزفه كان مميزًا فالفِرقة بكل مكوناتها ورسالتها وتطلعاتها كانت مميزة.. نعمان مثلي ترك كل شيء وراءه وغادر إلى بلاد بعيدة.. ليصبح عاديًا مثلي ويزداد العاديون نفرًا جديدا.
اليوم الخامس: المرض
في أميركا اكتشفت أنني لن أنجرِف كما يفعل المنجرفون، فتزوجت مبكرًا.. وأنجبت مبكرًا.. وحددتُ مسارات حياتي مبكرًا.. عربي مسلم في بلاد لا عربية ولا مسلمة.. هذا لا يعني أنني لم أبكِ بحرقة على تفجير برجيّ التجارة في أيلول/ سبتمبر 2001. ولا يعني أنني لم أشارك دائمًا وبمجرد حصولي على الجنسية في الانتخابات الأميركية سواء الرئاسية أو النيابية. استغرَب شقيقي الأكبر مني بكائي، واستهجنتُ استغرابه.. أنا مجرّد إنسان عادي، ومن غير العادي أن لا أحزن على كل ما جرى يومها.
اليوم السادس: المرض
ألم أعنون اليوم الذي قبله بالعنوان نفسه: المرض؟ لا بأس ببعض خياناتِ الذاكرةِ وهِناتِ التركيز.. نعم المرض سبق التفجيرات بـ 13 عامًا.. لكن الأطباء أيامها طمأنوني: سأعيش طويلًا، فالضعف البسيط الذي لا يكاد يذكر وقتها في عنفوان شبابي لعضلة القلب مما لا يقلق الطب في أميركا.. وما أدراك ما الطب في أميركا.. حدث ذلك: إعلان الضعف والطمْأنة منه في عام 1988، أي بعد أربعة أعوام من وصولي بلاد العم سام.
اليوم السابع: المرض
في بلادنا (أقصد بلاد العم سام).. أقصد أنها باتت بلادي.. وأقسم بالله العلي العظيم أنني لا أدري هل أنا من هنا..؟! هل أنا من هناك..؟َ! لعلني لا من هنا ولا من هناك... ثم وما يهم كل هذا وأنا مريض.. ولأكُن مثل خطيئة الإنسان من اللامكان.. ولا أعرف صدقًا في حكاية هابيل وقابيل من القاتل ومن القتيل.. ولا أدري نحن أحفاد من.. قال الطبيب أمامك سنتان.. قالت أمي (البيض لا يُقلى بـ طوووط).. قالت آن (بالمناسبة هي زوجتي التي ارتدت كما أرغب المنديل لكنني الآن لا أعلم مدى اقتناعها به) لا تأكل من أجل صحتك! قال العابرُ بنعالٍ من ريح رامبو فرنساوي وليس أميرْكاني.. يا جماعة الخير أرجو أن لا يخدعنكم المفرّغ فهل يعقل أن أقول أنا هذه الكلمات التي لا أفهمها (العابرُ بنعالٍ من ريح) عليّ النعمة أنني لم أقلها، ولا أدري لماذا أقْحمها هنا.. قال حفيدي الرضيع قبل أن يكمل عامه الأول: باي باي سيدو.. لكنه لا يتكلم العربية.. ولا الإنجليزية.. فمن الذي حفّظه هاتين الكلمتين؟؟ يبدو أن المرض هو في الأصل خيالات تعبر من أمام شاشات أرواحنا.. يبدو أننا أضعف من أن نحارب طواحين الهواء.. يكبر الطاعون في صفحات الرواية القديمة.. ينام الجالسون على مقاعد الانتظار في المطار الأخير.. تنفجر شاشات الشوارع في عواصم البرد والثلج: (علّي الكوفية ولولح بيها).. يشكو الرسول إلى الله ضعف قوته، وقلّة حيلته، وهوانه على الناس، ويتضرّع قائلًا: "أنت أرحم الراحمين وأنت ربي، إلى من تكلُني، إلى عدو يتجهّمني، أم إلى قريب ملّكته أمري، إن لم تكن غضبانًا عليّ فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تنزل بي غضبك، أو تحل عليّ سخطك، لك العُتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك".
ملاحظات:
م (1):
في عام 1971، كتب محمود درويش في "يوميات الحزن العادي" ما يلي: "منذ أربع سنوات (كان قد مرّ على نكسة حزيران أربعة أعوام) والعدوّ مبتهجٌ بأحلامِه.. مفتونٌ بمغازلةِ الزمن.. إلا في غزّة لأن غزّة بعيدةٌ عن أقاربها لصيقةٌ بالأعداء.. لأن غزّة جزيرةٌ كلما انفجرت (وهي لا تكفّ عن الانفجار) خدَشَت وجهَ العدو.. كسّرت أحلامه.. وصدتهُ عن الرضا بالزمن.. لأن الزمن في غزّة شيء آخر.. ليس عنصرًا محايدًا.. ولا يدفع الناس إلى برودةِ التأمّل.. بل يدفعهم إلى الانفجار والارتطام بالحقيقة.. الزمن هناك لا يأخذ الأطفال توًّا من الطفولة إلى الشيخوخة.. ولكنه يجعلهم رجالًا في أول لقاء مع العدو.. ليس الزمن في غزّة ارْتخاء ولكنه اقتحام الظهيرة المشتعلة.. القيم في غزّة مختلفة.. إنها تختلف.. تختلف.. تختلف.. حيث القيمة الوحيدة للإنسان المحتل هي في مدى قدرته على مقاومة الاحتلال.. إن غزّة لا تتباهى بأسلحتها وثوريّتها وميزانيّتها.. إنها تقدم لحمَها المُر وتتصرّف بإرادتها وتسكب دمَها" (صفحة 101).
هذا كلام محمود درويش قبل 54 عامًا.. وليس كلام محمود العادي قبل رحيله بأيام.
م (2):
"على ذراعي اليمنى آثارُ حرْب.. وعلى ذراعي اليسرى آثارُ رب".
م (3):
لا وصيةَ مكتوبةً في مستشفى brigham and women's hospital في فرعها البوسطوني.. لا نوافذ مفتوحةً.. كنت وحدي وكان حمودة.. طلبت منه الاستيقاظ لأن الساعةَ أعلنت عن السابعة صباحًا (حمودَه كوم الساعة صارت سبعة).. كلانا لا يذهب إلى العمل.. لكن علينا أن نربّي الأمل. وحين استيقظَ نمتُ، ويبدو أنني لن أستيقظ بعدها أبدا.