facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الخبر (عربي) والمصدر (عبري)


د. ذيب القراله
19-08-2025 11:38 AM

بعد مضي حوالي العامين على بدء حرب الابادة التي تشنها اسرائيل ضد غزة، يلحظ المراقب ان اعلامنا ( العربي ) المرئي والمسموع والمقروء ، قد اعتمد في بعض تغطياته لهذه الحرب وتداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وقراءة مواقف الداخل الاسرائيلي والمحيطين الاقليمي والدولي منها، على وسائل الاعلام ( العبرية) كأحد مصادر اخباره ومتابعاته.

ونتيجة لهذا ( الاغراق ) الخبري - التحليلي الاسرائيلي ، الذي تلقفناه احيانا ( دون تدقيق) اصبحت اسماء وسائل الاعلام الاسرائيلية من صحف ومحطات تلفزة واذاعات مثل( كان و١١ و١٢ و١٣ ويديعوت واذاعة الجيش ،، الخ ) معروفة ومستساغة وموثوقة - احيانا - لدى المُتلقي العربي ، دون ان ندرك انها ( أداة من ادوات الحرب).

ولعله من المفيد - ولو متأخرا - ان نسأل عن ايجابيات وسلبيات هذا الاعتماد ( المفرط في بعض الاوقات) على وسائل الاعلام الاسرائيلة كمصادر لاخبارنا العربية، او محفزا لمتابعاتنا لتطورات الاحداث، سواء كان ذلك في نقل الاخبار او قي قراءة المواقف ، وهل عزز هذا الاعتماد بالنتيجة ( الرواية الاسرائيلية ) وهل أضعف ( السردية الفلسطينية - العربية )؟.

ولأن لكل سلوك دافع ، كما تؤكد ابجديات علم النفس ، فلا بد لنا ان نتوقف عند اسباب لجوء بعض وسائل الاعلام العربية ، الى الاعتماد على المصادر الاسرائيلية، علًنا نستفيد من التجربة، او نتخلص - مستقبلا - من سلبياتها، اذ تشير الدراسات الى ان هذه الاسباب تتلخص بسهولة الوصول الى اليها في اللغتين العربية والعبرية ، واحتوائها على معلومات ( استخبارية ) وتحليلات معمقة، وموضوعات استقصائية ، حول الشأن الإسرائيلي والمنطقة، مما يجعلها ذات قيمة لوسائل الإعلام العربية.

لكن هذه الميزات لا تلغي فكرة ان هذا الاعتماد على وسائل الإعلام الإسرائيلية - كمصدر لاخبارنا - يجب ان لا يُنسينا انه قد يؤدي - بالنتيجة - الى نشر الرواية الإسرائيلية للصراع والأحداث، حتى وان شكًكنا فيها.
ولا بد ان نعلم ان بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية تنشر معلومات غير دقيقة أو متحيزة، او موجهة لخدمة اغراض سياسية او متطلبات استخبارية ، لكننا في النتيجة نأخذها ونتعاطى معها دون تدقيق في غاياتها ومراميها ونتائجها، ونتجاهل ان اسرائيل تتعامل مع وسائل الاعلام على انها اداة من ادوات الحرب .

ان البديل واولى خطوات عدم الاعتماد على المصادر الاسرائيلية ، هو تطوير مصادر اخبارية فلسطينية وعربية ، تعطينا رؤية شاملة ومستقلة للاحداث، تعتمد على الحقائق والمعلومات ، وليس العواطف، وتعزيز شبكة الصحفيين والمراسلين المتواجدين في فلسطين لتقديم تغطيات وتحليلات اكثر دقة وموضوعية وشمولية، وتوعية الجمهور العربي بمخاطر الاعتماد على المصادر الاسرائيلية، عند نقل الاخبار او تحليلها.
وبحسب المصادر الفلسطينية التي هي الاقرب الى فهم عقلية الاسرائيلي ، فان الإعلام في إسرائيل يعتبر ذراعا من الاذرع الأيديولوجية المركزية ، التي تتصدر عملية بناء الروح الجماعية وتوجيه التصورات والرؤى والمواقف القومية.

ومن خلال تجربة العامين الماضيين فقد لعب هذا الإعلام بمختلف أشكاله المرئية والمسموعة والمقروءة ، دوراً في بناء وتصليب الإجماع حول الحرب على قطاع غزة ، ويتحاشى بمعظمه الخوض في قضايا أو طرح أسئلة تتحدى الخطاب الأمني والعسكري ويتبنى ما يصدر عنه ، ويعيد نشره بشكل شبه كامل من دون أن يقوم بأي عملية نقد ومساءلة حقيقية.

السنوات الطويلة من الصراع العربي - الاسرائيلي ، تثبت ان الإعلام الإسرائيلي منحاز - بشكل طوعي - لصالح الأيديولوجيا القومية والدفاع المستميت عما يقوم به الكيان وأجهزته، خاصة في حالات المواجهة ، وهذا ما تعبر عنه المقولة الإسرائيلية التي تنتشر خلال الحروب أو المعارك ومفادها ( لنلتزم الصمت، يوجد إطلاق نار في الجوار ).

وفي مقابل هذا الانحياز الواضح لمواقف اسرائيل، ضد الاخرين ، يلعب هذا الاعلام دورا نشطا وحقيقيا في متابعة قضايا الشأن الداخلي الاسرائيلي والصراعات السياسية والحزبية والكشف عن قضايا الفساد وهو الامر الذي يفسر إلى حد ما ، حجم الثقة التي يتمتع بها .

theeb100@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :