هناك ظاهرة غير مستحبة في مجتمعنا في جاهات الأعراس عند طلب عروس من عائلة من العائلات الأردنية ، فنجد أن هناك مبالغة في الحشد واحضار مئات الأشخاص لطلب العروس وفي مقابلهم مثله من الطرف الآخر .
كل هذه الحشود من الناس ينتظرون في الشارع وأمام الصالة المعنية ليتجمعوا ثم يدخلوا الصالة بطابور طويل ، ولكن الغريب في الأمر أن من يقوم بطلب يد صاحبة الصوت والعفاف ينبغي أن يكون رجلا سياسيا أو شيخ عشيرة ، أو رجل اقتصاد معروف أو باشا أو معالي أو عطوفة أو سعادة ، ويقوم هذا الرجل بالقاء خطبة طويلة جدا يستعرض من خلالها الأوضاع السياسية في المنطقة ،وحل الدولتين ووقف الحرب في غزة ويُعرج على ذكر أهل العروس المعروفة بالنسب والحسب وتاريخها المجيد وأن هذه العائلة تنحدر من سلالة طاهرة نقية وربما تكون من آل البيت الكرام .
خطبة تطول وتطول ثم يمدح الشاب العريس بأنه خلوق جدا وأديب جدا ومتعلم جدا ومن خيرة الخيرة بالصدق والايمان والوفاء ،، كيف لا ووالده من قبله يحمل نفس السجايا والمناقب والشمائل إنها أسرة عريقة وتنحدر من اصول راقية لها باع طويل بالجهاد وطرد المحتل أيام الحرب العالمية الثانية.
ويختم بآيات وأحاديث وأبيات من الشعر وأمثال يستشهد بها على النسب والحسب والمال والجمال ويركز على ذات الدين .
وبالمقابل يقوم شخص بالرد على الطلب، وبعد أن يتعوذ ويحولق ويبسمل يبدأ بالهجوم المعاكس على طلب اهل العريس أيها الناس أيها الحضور أشكركم وأشكر عائلة وعشيرة (،،،،،،،) الذين منحوني ثقتهم بالتحدث عنهم وأنا لست بأفضل منهم ولا بأفصح لسان منهم فقد طوقوني بكرمهم أن أكون أنا من يتحدث بلسانهم ثم يبدأ بخطبة طويلة مادحا الجاهة الكريمة مدحا وثناءً في المقام والتشريف والغلو بنسبهم الذي يعود الى أصل العرب الاقحاح ، وأنهم من أشراف العرب ومن قبائلها ويتذكر في الأثناء خالد بن الوليد ، والزبير بن العوام وطلحة.
ويواصل خطبته الشهيرة المصورة بالصوت والصورة ،،ثم بعد نصف ساعة تقريبا ينهي ، اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم، واشربوا قهوتكم على نية القبول والموافقة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ( الفاتحة)..