facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل لدينا رؤية وطنية طموحة لتعليم الذكاء الاصطناعي؟


نصر عصفور
20-08-2025 11:23 AM

* من الروضة إلى الثاني عشر

الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفًا أو خيارًا يمكن تأجيله، بل أصبح عصب الحياة الحديثة وأداة النفوذ للدول المتقدمة. اليوم تُبنى الاقتصادات الكبرى، وتُدار أنظمة الصحة والتعليم والصناعة، وتُصنع فرص العمل عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي. بينما دول في المنطقة والعالم سبقت بخطوات واسعة، ما زلنا في الأردن نراوح مكاننا، وكأننا نعيش خارج هذا الزمن.

السؤال المؤلم: هل لدينا فعلًا رؤية وطنية حقيقية لتعليم الذكاء الاصطناعي من الروضة وحتى الصف الثاني عشر؟ الواقع يقول غير ذلك. مدارسنا الحكومية ما زالت عاجزة عن توفير أساسيات التعليم العصري، فما بالنا بالذكاء الاصطناعي؟ مناهجنا ما زالت تعيد تدوير الماضي، بينما العالم يصنع المستقبل. طلابنا يتخرجون بمهارات تقليدية لا تكفي حتى للوظائف البسيطة، في وقتٍ تُصمم فيه خوارزميات تقرر مصير الاقتصاد والسياسة.

إن غياب خطة وطنية واضحة لتعليم الذكاء الاصطناعي جريمة بحق الأجيال المقبلة، لأنه يحكم عليهم بأن يكونوا مستهلكين دائمًا لتكنولوجيا الآخرين بدل أن يكونوا صانعين لها. نحن لا نملك ترف الانتظار، فالمستقبل لا يرحم المتأخرين.

ومن ينظر حوله يرى الحقيقة بوضوح: الإمارات جعلت الذكاء الاصطناعي جزءًا من رؤيتها الوطنية، وأدخلته في المدارس والجامعات، بل وأنشأت وزارة خاصة به. السعودية استثمرت مليارات لتأهيل طلابها ومؤسساتها لمستقبل تُديره الخوارزميات. بينما نحن في الأردن، ما زلنا نناقش الأساسيات ونكتفي بالخطط الورقية.

من هنا، لا بد من وقفة جريئة: على الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها الكاملة، وأن تضع استراتيجية واضحة ومُلزمة، لا شعارات مؤقتة. المطلوب ليس مجرد "مشاريع تجريبية" أو "ورشات عمل"، بل إدماج الذكاء الاصطناعي في المناهج بشكل متدرّج ومدروس، من الروضة حتى الثانوية، وبنية تحتية تدعم ذلك. كما يجب إشراك القطاع الخاص والجامعات لتوفير بيئة تدريب حقيقية، لا مجرد شعارات للاستهلاك الإعلامي.

لقد حان الوقت أن نواجه الحقيقة: إذا لم نبادر اليوم، فسوف نجد أنفسنا غدًا على هامش التاريخ، نستهلك ما يصنعه غيرنا، ونورث أبناءنا التبعية بدل الريادة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :