facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الملك يعود الشيخ جمال الخريشا


أحمد الحوراني
20-08-2025 02:46 PM

قبل أيام عاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الشيخ جمال حديثة الخريشا للاطمئنان على صحته في المركز العربي الطبي، وتلك سُنّة حميدة اختطها جلالته تقديرًا منه لرجالات الدولة الذين أفنوا سنوات من عمرهم في خدمة الوطن وإسناد جهود تحقيق التنمية المستدامة فيه، والملك منذ تسلم سلطاته الدستورية وبمنتهى الوضوح أعلنها في كلمة له إلى الشعب الأردني في 15 آب 2002 وقال(حرصت منذ أن تشرفت بحمل أمانة المسؤولية، على أن أكون قريبا منكم)، وعلى هذا الهدي الطيب كانت زيارات جلالته إلى رجالات الدولة في منازلهم فضلًا عن كونها زيارات محبة واعتزاز، إلا أنها كانت فرصة استثمرها جلالته بتكريس نهجه الحكيم بالاستماع إلى آرائهم ووجهات نظرهم ومقترحاتهم إزاء التحديات التي تواجه الدولة وكيفية الخروج منها.

التقيت جمال الخريشا في آب من العام ألفين وثمانية عشر وإذا بي أمام مخزون وطني، وتجربة فريدة، وقصة نجاح حري وضروري أن تكتب، فالشيخ جمال كنز أردني ثمين تحفل ذاكرته بشواهد وأحداث مفصلية هامة ما يجعل توثيقها هو توثيق لجزء هام من تاريخ الأردن، وهو ابن القوات المسلحة الأردنية التي كانت لها صولات في ميادين القتال وساحات الوغى في فلسطين وفوق كل أرض عربية طلبت النجدة في مرحلة من مراحل حياتها، وهو ابن العشيرة العريقة، وهو ابن الوطن عيناً ونائباً ووزيراً، وهو قبل هذا وذاك الشيخ الإنسان ورجل الخير والنخوة والكرم والشهامة، أحب جميع الناس وشاركهم ظروفهم، فذاع صيته وأصبح موضع الاحترام والتقدير أينما حل وأينما أرتحل يحمل هموم وطنه ويحكي عنها بكل كبرياء لأنه المشبع بنسيم الأردن وأخلاقيات أهله وأبناء بلده وكأن الأردن يسكن بين حناياه، يتناول قضاياه بشفافية متناهية، وبروح تمتزج فيها إشارات الحب واشراقاته وتلتقي ثوابت هذا الوطن، بمكونات مستقبل أبنائه، لذا فإنّ من حقه علينا أن نكتبه للتاريخ، لأنه بحق من الرجال الذين يفتخر التاريخ بسيرتهم.

أكتب عن معالي الشيخ جمال الخريشا جندياً أردنياً مخلصاً، وفارساً جريئاً، ورجلاً لم تزل قدمه بعد ثبوتها، ولم يكن يوم ظعنه ولا يوم إقامته غامزاً من زميل أو رفيق درب وسلاح، بل كان وما يزال رجل دولة من طراز رفيع، من بدايات مسيرته إلى يومنا هذا كان أبو حديثه كبيراً، دخل مدخل صدق، وخرج مخرج صدق، قاتل في عسكريته، ونافح في نيابته، وكافح في وزارته، وبقي في كل مواقعه شامخاً متواضعاً، ثاقب الرؤية، وحاد البصر والبصيرة، لم تقلقه معارك الصغار ولم يكن بيوم كلّاً على أحد، بل كان ماداً يداه بالسلام بوجهه البشوش وقسماته الضحوكة التي لم تفارق مُحيّاه.

الخدمة في القوات المسلحة الأردنية:

أكثر من نصف قرن في خدمة الوطن والعرش الهاشمي تنقل فيها أبو حديثة بين أكثر من موقع ومنصب لكنه كان يرى أن مسيرته في القوات المسلحة تبقى تحتل مرتبة متقدمة عنده، وهي التي نالت من عمره ثلاثين عاماً بين عامي 1958-1987، كانت حافلة بالتجارب الغنية حيث تنقل من مكان إلى آخر، كان النجاح حليفه أينما حل وارتحل في ميادين الشرف والبطولة، ووصل بسمعته وخبرته إلى نطاق إقليمي حين كان الضابط الذي أوكلت له مهمة تأسيس الملحقية العسكرية في سلطنة عُمان سنة 1980
في معركة الكرامة التي أعادت للأمة وللجيوش العربية كرامتها وثقتها بنفسها بعد نكسة العام 1967، تم تكليف جمال الخريشا بالعمل مع ضابط الارتباط مع قيادة الجيش الأردني، قائد اللواء الثامن العراقي العميد حسن النقيب، حيث معركة الكرامة ، ويقول معالي أبو حديثه" كان العميد حسن النقيب يطلب مني تبليغ القيادة بالدخول بالمعركة، وقمت بإبلاغه بأن موعد الساعة الحادية عشرة والنصف، هو الموعد الذي بدأ فيه العدو يطلب وقف إطلاق النار، ورغم التدخلات والاتصالات الدولية لوقف النار كان إصرار جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال بعدم الموافقة طالما كان هناك جندياً إسرائيلياً شرق النهر، وعليه فقد استمر إطلاق النار حتى غروب شمس يوم المعركة 21-3-1968، ولم يبقى أي جندي شرق النهر، وكانت المعركة وسام فخر واعتزاز على جبين الأمة العربية ونصراً مؤزراً حققه الجيش العربي الأردني".

سنة 1972 غادر الى السعودية في دورة أركان وبقي حتى العام 1973 حيث تم تعيينه ركن استخبارات الفرقة الثانية في الشمال، وبقي فيها متنقلاً ما بين قائد كتيبة مشاة، وقائد كتيبة دبابات، ومدير أركان، وقائد لواء، وكان في تلك الآونة برتبة رائد، وبعد ذلك جاءت الحقبة الأهم في خدمته في سلطنة عُمان التي وصلها في
3 / 3

العام 1980 ملحقاً عسكرياً حيث يعتبر هو المؤسس للملحقيه التي لم تكن موجودة من ذي قبل، واستطاع العمل في بيئة مريحة ومشجعة للغاية نظراً للعلاقات المتينة التي تجمع السلطنة مع المملكة الأردنية الهاشمية، كما تمكن الخريشا من تطوير البعثة العسكرية الأردنية هناك فارتفع العدد من 30 إلى 12، ولعل ما تحلى به الضابط آنذاك جمال الخريشا من صفات قوامها الخلق والاستقامة والاحترافية العالية، جعلته موضع ثقة السلطنة وعلى رأسها السلطان قابوس بن سعيد، الذي استودع بالرجل ثقته لتحقيق حلم السلطنة بتأسيس جيش قوي، وحول ذلك الحديث يطول.

لم تتوقف مسيرة الخريشا بالتقاعد فتم تعيينه عضواً في مجلس الأعيان في العام 1988، لكنه لم يلبث أن قرر الاستقالة مستأذناً جلالة الملك بأن يترشح لانتخابات المجلس النيابي الحادي عشر ي العام 1989، و تعامل الخريشا مع المسؤوليات الجديدة في عمله التشريعي متسلحاً بكل ما يمتلكه من حب واندفاع نحو أخذ دوره في تنمية مجتمع البادية، فترأس لجنة الريف والبادية التي اقترح تشكيلها أصلاً، وقدم للمجلس النيابي مقترحاً ريادياً غير مسبوق وهو ما عرُف بفلس الريف على فاتورة الكهرباء، الأمر الذي لاقى قبلواً لدى المسؤولين في الحكومة وتم العمل به منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا، وكانت له نتائجه في إيصال خدمة الكهرباء إلى 95% من التجمعات السكانية في البادية.

الشيخ جمال رجل من رجالات الأردن الذين ساهموا مع الخيرة من الشرفاء ببناء الأردن الأنموذج، وهو الرجل الذي بقي متمسكاً بمبادئ الشرف والرجولة والانتماء الصادق للأردن وقيادته الهاشمية، وهو كما هو لم يغيره المال ولا الموقع الاجتماعي، ولم يتبدل ولائه ولم يتلون لأنه ولاءٌ قائمٌ على أسس قوية، فهو أردني وطني عربي شجاع في تحمل المسؤولية وينهض بالواجبات الموكلة إليه بكل أمانة، كما أن تاريخه العسكري الكبير كان قد ساهم في تكوين شخصيته، ولعب من خلاله دوراً هاماً في بناء القوات المسلحة الأردنية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :