إعادة خدمة العلم .. رؤية ولي العهد نحو جيل يتحمل المسؤولية
العنود عبدالله الطلافيح
21-08-2025 12:21 PM
منذ تأسيس الدولة الأردنية، شكّل الجيش العربي المدرسة الأولى للانضباط، العطاء، والفداء. لم يكن الجندي الأردني مجرّد حارس للحدود، بل كان صورة صادقة عن رجولةٍ نقيّة وإيمانٍ راسخ بأن الوطن لا يُبنى بالكلمات وحدها، بل بالتضحيات والانضباط والعمل.اليوم، ونحن أمام خطوة إعادة خدمة العلم برؤية واضحة من سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ندرك أنّ المسألة أبعد من كونها مجرد برنامج عسكري أو فترة تدريب إلزامي. هي رؤية استراتيجية تحمل في طياتها رسالة: أن الأردن بحاجة إلى جيل يعرف معنى الانضباط، يعتز بالهوية الوطنية، ويملك المهارات التي تجعله قادراً على خوض معركة العصر… معركة الاقتصاد والعمل والإنتاج.
رؤية ولي العهد: الانضباط × المهارات × العمل
حين تحدث سمو ولي العهد عن إعادة خدمة العلم، وضع النقاط على الحروف. هذه ليست نسخة مكررة من برامج الماضي، بل صياغة جديدة تجمع بين روح الجندية ومتطلبات الحياة المدنية. الخدمة اليوم لم تعد محصورة في حمل السلاح، بل تتجاوزها إلى:
غرس قيم الانضباط والمسؤولية.
تعزيز ثقافة العمل والإنتاج.
تهيئة الشباب لسوق العمل من خلال التدريب المهني والتقني.
إعادة الاعتبار لقيمة "الاعتماد على النفس".
هذه الرؤية تجيب عن سؤال جوهري: كيف نُنشئ جيلاً لا يكتفي بالشكوى، بل يعرف كيف يواجه التحديات ويصنع الفرص
من يخدم في الجيش يعرف أن الانضباط ليس مجرد أوامر، بل أسلوب حياة. يعرف أن كلمة "حاضر" ليست انصياعاً، بل التزاماً وعهداً. إعادة خدمة العلم تعني أن شبابنا سيعيشون تجربة تُعيد لهم تلك الروح: روح التضحية، الصبر، واحترام الوقت. في زمن باتت فيه الهواتف الذكية تأخذ من شبابنا أكثر مما تعطيهم، يأتي هذا البرنامج ليقول: هنا مدرسة أخرى، مدرسة "الوطن أولاً" عدا عن ذلك إعادة خدمة العلم تحمل أيضاً بعداً اقتصادياً. فهي تربط بين الانضباط العسكري والتدريب العملي في مجالات يحتاجها سوق العمل الأردني. والنتيجة المتوقعة: شباب أكثر جدية، أقل اعتماداً على الوظائف التقليدية، وأكثر إقبالاً على الإنتاج وريادة الأعمال.
ختاماً…
إعادة خدمة العلم ليست مجرد عودة لبرنامج قديم، بل هي خطوة عصرية برؤية مستقبلية يقودها ولي العهد، خطوة تؤكد أن الأردن مستمر في صناعة الأجيال، وأننا لا نقبل إلا بشباب يعرف قيمة الوطن، ويملك الإرادة لخدمته.
هذا القرار ليس استدعاءً للماضي فقط، بل هو صناعة لمستقبلٍ عنوانه: "جيل منضبط… يعرف أن الأردن يستحق الأفضل."