facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حرب (باردة) مع اسرائيل


د. ذيب القراله
23-08-2025 11:48 AM

تتناسل التصريحات الاسرائيلية العدوانية ، ضد الاردن خاصة، وعددا من الدول العربية الاخرى عامة ، يوما بعد يوم ، وتتسلل ( مضامينها ) الى اسماعنا وقلوبنا وعقولنا، بطريقة ( تدريجية مُمنهجة ) ونشجبها رسميا ( باشد العبارات كالعادة)، وندينها شعبيا بالشتم حينا ، وبالشماتة احيانا، فيما ( يغُط ) العالم بمعظمه - دولا ومنظمات - في سُبات عميق ، يعكس حالة تجاهل وعدم مبالاة، وكأنه ( شيطان اخرس).

التصريحات الاسرائيلية ، التي تمس السيادة ( بالنسبة للاردن ، وغيره من الدول) تُعتبر مقدمات للحرب في روح القانون الدولي، كونها تُشكل - بطريقة غير مباشرة - تهديدًا باستخدام القوة، وتحريضًا على الحرب، وتنتهك مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، خاصة وانها تصدر عن مسؤولين رسميين في الحكومة الاسرائيلية ، وليس من ( جَهلة) على وسائل التواصل الاجتماعي .

وبحسب منظري السياسة الدولية فان التصريحات المستمرة والمُهددة قد تُمهد الطريق لواقع عدواني ( عسكري، امني ، اقتصادي ) مما يجعلها تُشكل انتهاكًا مبكرًا للقانون، ويرى الداهية كارل كلاوزفيتز ( اشهر من وضع نظريات الحرب ) أن السياسة هي ( الرحم ) الذي تنمو فيه ( الحرب ) مما يعني أن السياسة ( والتصريحات جزء منها ) تضع الأساس للحرب، وتحدد أهدافها، وتقودها، وتتحمل مسؤولية نتائجها. 

وانطلاقا من ذلك، فان التصريحات السياسية ضد سيادة الدول ( كما هو الحال بالنسبة للتصريحات الاسرائيلية ) هي ليست مجرد تصريحات لفظية، بل هي خطوات خطيرة تدل على نوايا عدوانية وتشكل مقدمة - محتملة - لصراع عسكري ، خاصة وان ( الحرب السياسية) تبدأ باستخدام الكلمات والصور والخرائط والأفكار، بهدف إضعاف إرادة الخصم وتغيير سلوكه قبل اللجوء الى القوة. 

وقبل ان تداهمنا تصريحات وزير الاتصالات الاسرائيلي الاخيرة ضد الاردن ، كنًا ما زلنا في مرحلة رصد وتحليل ردود الفعل الدولية على تصريحات نتنياهو بشأن اسرائيل الكبرى ، التي طالت الاردن وعددا آخر من الدول العربية، في محاولة لقراءة مدى تأثيرها المستقبلي على تطورات الاوضاع في الاقليم ، لكن المُفاجيء كان حجم عدم مبالاة العالم بخطورة مضامينها، حتى ان كثيرا من دول العالم ( الوازنة ) لم تُعلًق عليها، مما يطرح سؤالا هاما ( هل من يتجاهل اقوال تل ابيب اليوم ، ربما سيؤيد افعالها غدا )؟ ام ان ما هو ( جديد ) بالنسبة لنا ، هو أمر ( قديم ) ومعروف عند الآخر ؟ وهل سطوة اسرائيل ( ومن خلفها واشنطن ) تدفع هذه الدول الى ان ( تبتلع السنتها ) وتخرسها عن ان تنطق بكلمة ( ادانة او استنكار او حتى أسف )؟.

في الحقيقة لا ادري ان كانت وزارات الخارجية العربية في الدول المعنية بتصريحات نتنياهو ، قد رصدت ردود فعل دول العالم وحللتها ، وما هي الاستخلاصات التي توصلت اليها ، وما هي الخطوات التي تنوي اتخاذها في مُقبل الايام، وهنا نسأل هل تواصلت هذه الوزارات - على الاقل - مع سفراء هذه الدول لديها ، وخاصة ( الفاعلة ) منها لوضعها في صورة خطورة هذه التصريحات ، والطلب منها التعبير عن موقف ما حيالها، خاصة واننا نُعرب عن تعاطفنا وتأييدنا وشجبنا واستنكارنا ، لما يجري مع هذه الدول ، حتى ولو كان تهديدا صادرا عن ( خلية ارهابية وليس تنظيما ) فما هي اسباب ( هذا الصمت المريب ) عند هذه الدول، والامر - فيما يخص اسرائيل الكبرى - صادر عن رئيس وزراء دولة، تحظى برعاية ودعم وتأييد غالبيتها ، منذ ٧٠ عاما.


ومن باب العلم والتوثيق فقط ، فان عدد الدول العربية والاسلامية، التي أصدر وزراء خارجيتها بيانًا مشتركًا ادان تصريحات نتنياهو باعتبارها "انتهاكًا صارخًا وخطيرًا للقانون الدولي" بلغ ٣١ دولة ، والسؤال اين هي مواقف باقي الدول الاسلامية البالغ عددها ( ٥٧ ) دولة .

البيان المشترك ، عُزز بدعم من أمين عام جامعة الدول العربية، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي ، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي، فيما بلغ عدد الدول التي اصدرت بيانات منفردة ٦ دول هي الاردن ومصر والسعودية وقطر والعراق ولبنان .

والسؤال الذي يخطر على البال، هل كان ضعف ردًنا ، وتجاهل العالم لتصريحات نتنياهو ، هو الامر الذي ( أنجب ) تصريحات وزير الاتصالات الاسرائيلي، وهل عدم اجتراح افكار جديدة لخطواتنا المستقبلية ( سيولّد ) سلوكيات واجراءات اسرائيلية جديدة ، وهل يجب علينا منذ الان، رفع مستوى رد الفعل، ليبدأ داخليا بخلق حالة ( تعبئة ) مدروسة ، شعبية - نخبوية ( غير فزعوية ).

وخارجيا ، فان علينا استثمار إجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك الشهر المقبل، وتنفيذ حملة اعلامية - دبلوماسية عربية ، تطال الفضاء العالمي، بكل دوله وهيئاته ولغاته ، لكي نوصل رسالتنا لاسرائيل والعالم بكل قوة ووضوح ، ولكي تكون هذه المواجهة ( بروفة ) حية لما سيأتي، قبل ان تفاجئنا اسرائيل ، بعد انتهاء ملف غزة ، بأمر غير متوقع على جبهة الضفة الغربية ، وحتى نؤكد لشعوبنا واصدقائنا ، اننا بذلنا كل ما في وسعنا، قبل ان نصل الى نتيجة مفادها ( ان النفخ في قِربة المجتمع الدولي المخرومة، هو امر لا فائدة منه).

theeb100@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :