facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عـن نــاصـر اللـوزي بـلا مـنـاسـبــة


أحمد الحوراني
23-08-2025 01:02 PM

ناصر اللوزي نجل أحد رجالات الدولة من الرعيل الأول دولة المرحوم أحمد اللوزي، امتداد لسيرة عطره تشرّب أصولها وقيمها في مدرسة والده فتعلم على يديه أبجديات حُب الوطن وخدمة العرش الهاشمي المُفدّى بإخلاص وبأقصى درجات الولاء الذي كان له فيه نظرة خاصة وتعريفًا مغايرًا عندما كان وما زال يُصرُّ على ربطه بالإنجاز المتقن على أكمل وجه لكل ما يُكلّف به دون النظر إلى اعتبارات آنية أو مصالح ضيقة واضعًا نصب عينيه أن المنصب تكليف وليس تشريف وأن الأمانة تقتضي تحمل المسؤولية والارتقاء بالمنصب ضمن أقصى خبرات إدارية ومهنية ونظرة وأفق واسع متاح، وبالتالي يمكننا القول بأن اللوزي كان وما زال رجلًا يحمل فكرًا خاصًا وهو الذي آمن بالفكر ومارس العمل على قواعد وأسس متينة كان قوامها الالتزام الأخلاقي والمهني المجرد الدال على تجسيده لانتمائه الكامل لوطنه وأمته واضعًا عقله الراجح وجهده وإيمانه في إنفاذ المطلوب منه.

اللوزي الذي وجد نفسه منغمسًا في الحياة السياسية والعامة وشؤونهما ومنذ فترة مبكرة من عمره، تميز عن غيره أنه احتفظ بمُثله ومبادئه دون أن يضع خطوطًا جامدة توقفه عن المشاركة والانجاز، فاستطاع أن يوفق بين المُثل وبين الأمر الواقع بمرونة واعية وحقق في كل مواقعه (وزيرًا وعينًا ورئيسًا لديوان الملك) الحد الأقصى من التحديث والتغير نحو الأفضل بقدر ما كانت تسمح به الظروف والامكانيات وكان أسلوبه يتميز دائمًا بمثابرة وتصميم بدون أن تثنيه العقبات عن الصمود في مواقفه أو الانسحاب منها، وبالتالي فإنه قد اكتسب صفات رجل الدولة الذكي والمفكر والمعلم والإداري اللامع، وفي كل ذلك كان اللوزي مدركًا ومؤمنًا بحقيقة أن التوازن في الشخصية والتنوع في المعارف الثقافية والعلمية وشؤون السياسة هي مزايا أساسية لا بد من توفرها في الرجل العام، وفوق كل ذلك فهو دبلوماسي رفيع لديه القدرة اللازمة للاحتفاظ بشخصية الرجل المتوازن الذي لا يحتاج إلى جهد كبير كي يفوز بثقة ومحبة من يتعاملون معه.

عرفت ناصر اللوزي عبر مناصبه التي ذكرت أعلاه، ومن خلال مناسبات خاصة وعبر دعوات من بعض الذوات والأصدقاء تشرفت بلقائه في منزله وفي منازل "المعزبين"، فكان يتمتع بحديث يفيض خبرة ودراية وفهمًا وتحليلًا وكنت أراه مرتبطًا بفكره ووجدانه بالدولة ويحمل همومها، كيف لا وهو الذي أستودعه جلالة الملك ثقته فكان رئيسًا للديوان الملكي وقام بتنفيذ المهام والواجبات الموكولة إليه بأمانه، لأنه خير نموذج للرجل العميق في قلبه الانتماء إلى الأردن قيادة ورسالة وأرضًا وشعبًا وتاريخًا، وبعيدًا عن شؤون العمل السياسي وربما لا يعرف الكثيرون أن اللوزي يمتلك روحًا سمحة مرحة تعشق النكتة وتحسن روايتها فضلًا عن احتفاظه الدائم بابتسامته التي لا تفارق مُحيّاه.

رجالات الدولة الذين عملوا بهمة وعزيمة عالية من حقهم التوقف مع القليل من الكثير من سيرتهم العطرة، والمهندس ناصر اللوزي رجل وإنسان وقيمة وقامة، وصوت مقتصد وقور، وانعكاس صادق وأمين للسجية الأردنية العفوية الصادقة، وأما نفسه الأبية التي جبلت بالحب، وطبعت بالعشرة النقية، وفتحت آفاق النبل الأردني الكبير شعباً وقيادة، فتلك ميزة لنا أن نكتب فيها وعنها الكثير.

* جـامـعـة الـيـرمـوك





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :