التوازن بين الانتماء والدين في مواجهة المستقبل
د. جاسر خلف محاسنه
23-08-2025 04:03 PM
الولاء في الأردن يظهر في كل فعل يومي من احترام القانون وحماية المصلحة العامة والإخلاص في العمل، وهو يعكس مسؤولية المواطن تجاه وطنه. المستقبل مرتبط بوعي الفرد ومشاركته في المجتمع وحفاظه على الموارد وإسهامه في بناء الدولة بعيدًا عن الانتماءات الضيقة والفئوية.
الدين يكمل الولاء، فهو يمنح الإنسان قيمًا ومبادئ توجه سلوكه مثل الصدق والأمانة والعدل والتعاون، بينما يحوّل الولاء هذه القيم إلى أفعال ملموسة تخدم الوطن وتدعم استقراره. المواطن الملتزم بدينه وممارس ولاءه العملي يعكس حضوره في العمل المدني والمجتمعي، فتتحول المبادئ إلى حماية للحقوق ودعم للقانون وخدمة للمصلحة العامة.
مظاهر الولاء تشمل الالتزام بالقوانين واحترام المؤسسات وحماية المصلحة العامة والمساهمة في المبادرات المجتمعية والعمل المدني، إضافة إلى النقد البناء لتصحيح الأخطاء. ويظهر أيضًا في التمسك بالقيم الوطنية ودعم كل ما يعزز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، ما يجعل الانتماء الوطني فعلاً ملموسًا يربط المواطن بدولته والمجتمع بالحاضر والمستقبل.
الأردني عبر التاريخ كان نموذجًا للتوازن والاحترام في علاقته بالقيادة، محافظًا على أدبه واعتداله ومتجنبًا تجاوز حدود الولاء ومسؤولياته. فالافتئات على القيادة أو خرق القوانين لا يمثل ولاءً بل إخلالًا بالتوازن وتهديدًا لاستقرار الدولة، بينما يحافظ الالتزام بالقيادة والقوانين على قوة الأردن واستقرار مكتسباته عبر الأجيال.
المرحلة المقبلة تحتاج ولاءً واضحًا وفاعلاً، يكون دستوريًا يحمي الحقوق ويكرس القانون، وعمليًا يخدم المصلحة العامة، ونقديًا يساهم في الإصلاح وبناء الدولة. فالولاء والدين يكمل كل منهما الآخر، بحيث يوجه الدين ويطبق الولاء، فتتجسد المسؤولية والانتماء الواعي ويظل الوطن صامدًا ومستقبله مستدامًا، ويشارك المواطنون بفعالية في تقدمه واستقراره.