في الجولات الميدانية لرجل الميدان، معالي المهندس رائد أبو السعود، وزير المياه والري، تبعث فينا الطمأنينة تجاه الوضع المائي، ورغم شح الموارد، كان الصيف الحلقة النهائية الإيجابية التي اجتازها قطاع المياه بجهود رجال الوطن الأوفياء، الذين عاهدوا الله والملك أن يكونوا للوطن خير أوصياء وأمناء عليه.
‏
‏بين الحين والآخر، نرى التطور الذي واكبه قطاع المياه، ونلمس حجم الإنجازات التي بنت هذه المسيرة، فقد تبنّى النجاح من أوسع أبوابه، وكان للوطن الرديف الذي يساند جيشه وأبنائه، وكان للوطن كالعلم الذي يبقى شامخًا في أعلى الجبال، الوطن يستحق كل ذلك، وعلينا أن نوثق هذه الإنجازات بأحرف لا تمحى، بأحرف العز والفخر بتلك المؤسسات التي رسمت وشقت طريقها بفضل منهجية إدارتها وبفضل أبنائها الصامدين، الذين يسهرون الليل والنهار تحت حر الصيف وبرد الشتاء، لكي تبقى وزارة المياه والري، الوزارة الخدمية الأولى، التي تقدم للوطن والمواطن خدماتها بحرفية عالية وجودة مستدامة.
‏
‏وزير المياه، المهندس رائد أبو السعود، قائد من الطراز الرفيع، مهما خطّت الأقلام أو كتبت الكلمات، فإن ما يقوم به أكبر من أن يُذكر ويُختصر، اليوم، يمثل معاليه إحدى أقوى الوزارات الأمينة على مياه الأردنيين، ويدير ملف المياه بحكمة واقتدار.
‏
‏في زيارة تفقدية أول أمس لمناطق الأغوار، أوضح معاليه أن الوزارة تتعامل مع توفير المياه لمختلف الاستخدامات بأعلى درجات المسؤولية والحرص، وتولي هذا الملف كل الاهتمام، كما شدد على ضرورة تعزيز الجهود مع استمرار الموجة الحارة والارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، مؤكدًا على استنفار جميع الكوادر في الميدان لضمان عدالة التوزيع للجميع.
‏
‏‏لم يكن هذا التوجيه الأول منذ أن تسلم إدارة المياه، ولن يكون الأخير له، فقد كان دائمًا القائد الذي يوجه العاملين في الميدان لتقديم الخدمات للمواطنين على مدار الساعة، من أجل استمرار ديمومة النجاح التي قادها وأثبت بها جدارته، وبعد ذلك، حمل وسام التميز، واضعًا إياه على صدره وجبينه، حاملًا لقب "الرجل المناسب في المكان المناسب".
‏
‏لم يتوقف عند هذا الحد، بل استطاع أن يستقطب إلى جانبه العديد ممن يحملون نفس الفكر، وتمكن من بناء منظومة حقيقية لإدارة شؤون الوزارة، والكل يعلم الحجم الحقيقي للعمل الذي تقوم به هذه الوزارة، وحجم العطاء الذي يقدمه أبناؤها العاملون في مختلف المجالات من أجل إنجاح هذا القطاع وتعزيز تميزه بين مؤسسات الدولة بأكملها.
‏
‏‏كما نظم قطاع الإعلام العديد من الفعاليات التي تهدف إلى توعية المواطنين بالاستهلاك الصحيح للمياه، وتوجيههم إلى الطرق السليمة للاستهلاك، في ظل ما يعانيه الأردن من فقر مائي، ولحملاته الصدى القوي، الذي يزرع الفكر الصحيح في عقول المستهلكين والمستمعين لتلك الحملات الإرشادية، والتي كانت تستهدف المعاهد التعليمية ومؤسسات المجتمع المدني بكافة أشكالها وفي جميع محافظات المملكة، وقد نفذ هذه الحملات أبرز أبناء القطاع الإعلامي في الوزارة، وأحد أعمدتهم الدكتور محمد المعايطة وزملاؤه، الذين يمتلكون خبرة كبيرة تمكنهم من بناء منظومة متكاملة للوعي بين أوساط المجتمع، من خلال إيصال المعلومة بطرق متنوعة وتقليدية، لتحقيق النتائج المرجوة في كافة أنحاء الوطن.
‏
‏‏اليوم، تمثل وزارة المياه والري معهدًا متميزًا يجمع العديد من المتفوقين، لم يكن للواسطة فيه طريق، ولم يكن فيه إلا من يريد العمل بإخلاص وفكر ووعي متجدد، لم تكن كبعض المؤسسات التي هدفها ملء المكاتب على حساب الشواغر أو الاعتماد على الوساطة، بل استطاعت الوزارة أن تضم في عهدتها خيرة أبناء الوطن من أصحاب الخبرات والكفاءات، ليكونوا نموذجًا رائعًا للعطاء في خدمة الوطن وأهله.
‏
‏‏الوطن بحاجة إلى من يعملون بإخلاص من أجل مصلحته، والمواطن بحاجة إلى من يعمل لأجله، نشهد جميعنا تفاني من يسعون لخدمتنا، رغم وجود من يحاولون المساس بالحقائق وتحريفها لتحقيق مصالح شخصية بعيدة عن الواقع العملي، ومع ذلك، أصبحنا قادرين على التمييز بين من يعملون لأجل الوطن والمواطن، ومن يعملون لأجل مصالحهم الشخصية على حساب باقي أبناء الوطن، الوطن بحاجة دائمًا إلى أمثال معالي وزير المياه وكادر وزارته المتفوق، ليكون في أيادٍ أمينة تضع الوطن على بر الأمان، وليكونوا عونًا لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه.
‏
‏‏اعتدت دائمًا أن أخط كلماتي لكل من يعمل لأجل الوطن، وأن أرسخ حروفي بتوثيق إنجازات كانت نتائجها واضحة بصدق أمام الجميع، دون أي تزوير أو شوائب، وواجب علينا أن نثمن دور كل من يبني ويصقل شبابه لأجل وطن أحببناه، وأن نحفظ بصماته في دفاتر ذكرياتنا للأبد.
‏
‏وفقكم الله لخدمة الوطن وقائد الوطن والشعب الأردني. والشكر موصول لوزارة المياه والري، ممثلةً بمعالي الوزير المهندس رائد أبو السعود، والأمناء العامين، والمستشار الإعلامي لوزير المياه، الدكتور محمد عبدالرحمن المعايطة، ونبارك لكم إنجازكم بعبور الصيف بنجاح، رغم العوائق والصعوبات التي واجهتموها، وكنتم خير الجنود الأوفياء للوطن وقائده.