facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الكلاب الضالة في إربد: أزمة مُزمنة تبحث عن حل إنساني.


عيسى حداد
26-08-2025 06:53 PM

لم تعُد مشكلة الكلاب الضالة في مدينة إربد مُجرّد حوادث عابرة، بل تحوّلت إلى أزمة مُزمنة تُرافق حياة السُّكان منذُ سنواتٍ طويلة. وفي كُل مرة يقع اعتداء على مواطن، تعود القضية إلى الواجهة ثم تخبو تدريجيًا من دونِ حلولٍ جذرية، حتى تكرّرت المشاهد وأصبحت جزءًا من الواقع اليومي في كثير من الأحياء والشوارع. الحادثة الأخيرة في منطقة زبدة فركوح، حيث تعرضت معلمة وخمسة طلاب لهجوم من كلاب ضالة، ليست الأولى من نوعها، لكنها كانت كفيلة بإثارة موجة غضب شعبية دفعت إلى التساؤل مجددًا: إلى متى سيبقى هذا الخطر قائمًا بلا مُعالجة حقيقية؟

الأسباب التي تُغذّي الظاهرة معروفة لدى الجميع؛ من تراكم النفايات والمخلفات الغذائية في الشوارع، إلى غياب خُطط بلدية مُتكاملة للسيطرة على أعداد الكلاب وتنظيم التعامل معها. ورغم أن اللجوء إلى القتل العشوائي كان مُطبقًا في سنوات سابقة، إلا أنه أثبت فشله من الناحية العملية والإنسانية على حد سواء، إذ سرعان ما تعود الكلاب للانتشار من جديد، فيما يُثير هذا الأسلوب اعتراضات واسعة لدى منظمات حقوق الحيوان والمجتمع المدني.

المطلوب اليوم ليس المزيد من الحلول المؤقتة أو الارتجالية، بل رؤية شاملة تُراعي الأبعاد الإنسانية والصحية والأمنية للموضوع. فهذه الكلاب، إلى جانب ما تُسببه من خوف وذُعر للمارة، تشكل خطرًا صحيًا حقيقيًا بإمكانية نقل أمراض معدية مثل السُّعار والطفيليات. كما أن استمرار هذه الظاهرة يترك أثرًا سلبيًا على صورة المدينة ويقوّض شعور المواطنين بالأمان، لا سيّما لدى الأطفال وطلاب المدارس.

لقد أثبتت تجارب عالمية أن الحلول الناجحة تبدأ من برامج التعقيم والإخصاء التي تحُد من تكاثر الكلاب تدريجيًا، مرورًا بإنشاء محمية في منطقة خالية من السُّكّان بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني لتأمين مأوى آمن، وصولًا إلى حملات توعية شاملة تُعزّز المسؤولية الفردية والجماعية في التعامل مع البيئة والمُخلّفات.

بينَ الحق في الأمان وحق الكائنات الأخرى في الحياة، يبقى التوازن صعبًا لكنهُ ممكن. وإربد، بما تُمثله من مدينة كبرى وعروسُ شمال الأردن، تستحق أن تكونَ نموذجًا في كيفية مُعالجة هذه الظاهرة بطريقة إنسانية وحضارية تعكس وعي المجتمع ومسؤوليته. والسؤال المطروح اليوم: هل تتحوّل المطالبات الشعبية الأخيرة إلى نقطة انطلاق نحو حلٍّ مستدام، أم تبقى الأصوات خافتة حتى ننتظر حادثة أخرى تعيد الجدل إلى الواجهة؟!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :