العراق وإيران: بين التصعيد العسكري والصفقات الخفية
لانا عصفور
28-08-2025 12:40 AM
يقف العراق على أعتاب مرحلة حساسة ستتضح ملامحها في الأشهر المقبلة، حيث تشير المؤشرات إلى أن الساحة العراقية قد تشهد تصعيدًا عسكريًا من جانب ميليشيات مدعومة من إيران، يستهدف الوجود الأمريكي كجزء من رسائل ضغط مرسومة بدقة، دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة.
وفي الميدان الاقتصادي، من المتوقع أن يُعلن عن تفاهمات نفطية وتجارية بين بغداد وطهران، سيُقدَّم في العلن كخطوة طبيعية للتعاون، لكنه في العمق قد يشكّل منفذًا جديدًا لإيران لتخفيف وطأة العقوبات وتوسيع نفوذها داخل السوق العراقي.
وعلى الصعيد السياسي الداخلي، تبرز احتمالات حدوث تغييرات في مواقع حساسة داخل الدولة، لن تأتي عبر صناديق الاقتراع بل من المتوقع أن تكون عبر تفاهمات خفية بين القوى الفاعلة محليًا وخارجيًا.
أما الشارع العراقي، فالمعطيات تشير إلى عودة مرتقبة للاحتجاجات الشعبية، أكثر تنظيمًا ووضوحًا في رفض الوصاية الخارجية والمطالبة بسيادة حقيقية.
لذا، ما يجري اليوم ليس إلا بداية ملامح أولى، وأتوقع أن الغد قد يكون المرحلة التي تعيد وتحدد وترسم مستقبل العراق لعشر سنوات قادمة، بين احتمالات الانفجار أو فرص إعادة البناء.
ومن بين أبرز الملفات المتوقع أن تتبلور قريبًا، توقيع اتفاق جديد في مجال الكهرباء مع إيران، يُطرح كحل لأزمة الطاقة، لكنه في العمق يزيد من تبعية العراق للمنظومة الإيرانية.
أختم بالقول: إن ما ينتظر العراق في المرحلة القادمة، هو إعادة صياغة لدوره في المشهد الإقليمي.