facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هزّاع المجالي في ذكرى حضوره الخامس والستين


أحمد الحوراني
29-08-2025 02:54 PM

تصادف اليوم التاسع والعشرين من آب الذكرى الخامسة بعد الستين لاستشهاد ابن الوطن وأحد أبرز رجالات الدولة من الرعيل الأول المرحوم هزّاع المجالي الذي شاءت إرادة الله أن يلقى نحبه وهو على رأس عمله يلتقي المواطنين في دار رئاسة الوزراء ويستمع إلى شكاواهم وملاحظاتهم ليبقى ذلك شاهدًا له في عِلّين في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وما الحديث عنه سوى حديث عن رمز يمثّلُ جزءًا من الذاكرة الوطنية بما ساهم به في عملية البناء الوطني ولما امتاز به من وعي وإحساس صادق بالمسؤولية انطلاقًا من جملة القيم والمبادئ التي اعتنقها الأمر الذي يجعل سيرته وتجربته الغنية تتجاوز حدود التجربة الشخصية لتصبح تاريخ مرحلة كانت لها معطياتها وخصائصها وأبعادها في حياة الوطن والأمة.

معنيون بالكتابة عن الشهيد هزّاع المجالي الذي عاش حياته جنديًا منذورًا لخدمة بلده وأمته، وكافح بشرف ورجولة من أجلهما وفي سبيل قضيتهما المقدسة، وقضى كجندي باسل وغادر الحياة وهو في عزّ العطاء ونضج التجربة وعمق الخبرات ورجاحة الرأي والرؤية التي كانت محل تقدير وثقة القيادة الحكيمة لأنها رؤى كانت تنمّ عن معرفة وسعة إطلاع مما يجعل له في أعناقنا دين الروّاد على الأحفاد فهو من أولئك الذين ساهموا في بناء الأردن ترعرعوا معه وزاولوا ردّ الأذى عنه بصبر وحكمة ومواجهة دون أن ينكصوا على عقبيهم أو يُسلموا راية التراجع والاستسلام.

الشهيد هزّاع المجالي الذي تقّلد مناصب رفيعة في الدولة ليس الآن محلّ بيانها ولا تعدادها، عاش حياة عريضة لا يمكن قياسها بتعداد سنواتها بقدر ما كان العطاء والتفاني فيها هو المِفصل الأهم، وكانت أبجدياته تتمثل في الإخلاص للعرش وبذل الدم الغالي في سبيل الوطن وترجمة الولاء والانتماء للوطن أفعالًا تسبق الأقوال، كما شكل الحفاظ على الوحدة الوطنية الشغل الشاغل لأبي أمجد فضلًا عن دعواته المتكررة لترسيخ التضامن العربي والعمل العربي المشترك باعتبارهما الطريق الوحيد إلى بلوغ هدف تحقيق الوحدة العربية، وفي هذا الإطار من الوقوف على شخصية الرجل فإن ما يمكننا قوله أنه كان في عِداد الرجال الذين مثلوا جيلًا متميزًا بين الأردنيين ممن عُرف عنهم عمق الشعور بالمسؤولية وحصافة النظرة المستقبلية فضلًا عن صواب الرأي وسداد النهج ووفرة العطاء والثبات على المبدأ.

هزّاع المجالي شهيد وطن، كان له دور بارز وفاعل ومؤثر في تاريخ الأردن وشارك في صناعة الأحداث لا سيما بالنظر إلى أوج التطورات السياسية التي شهدتها حقبة الخمسينيات من عُمر الدولة، وإذا كنا نكتب عنه بعد خمسة وستين عامًا على استشهاده، فإن في ذكراه ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، ولعلي أرى بأن إبقاء سيرة الرجل حاضرة عبر الأجيال إنما هي مسؤولية مشتركة للإجابة على سؤال مهم وهو كيف نعيد كتابة سيرة الرجل وإنصافه وتعريف الجيل الجديد من بناتنا وأبناءنا بفعله الطيب لأن ذلك ليس يقع فقط ضمن دائرة تكريم هزاع المجالي المستحق، لكنه أيضًا يؤشر إلى مسألة مهمة إذ أن ذلك يلعب دورًا مهمًا في تعزيز منظومة الولاء والانتماء في نفوس الناشئة من شباب وشابات الوطن على وجه الخصوص.

رحم الله هزاع المجالي الذي كان موضع الاحترام والتقدير أينما حلّ وارتحل حاملًا هموم وطنه وأمته ومتحدثًا عنها بكبرياء العربي المشبع بنسيم الأردن وأخلاقيات أهله وأبناء بلده، و (مِنْ خلف ما مات) والعقبى اليوم في أبنائه الكرام الذين يحملون الأردن في حناياهم بمنتهى الصدق والاخلاص والولاء للعرش الهاشمي المفدى.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :