الأحد الشرارة والأسبوع القادم الانفجار
لانا عصفور
31-08-2025 10:24 AM
أُتابع ما يجري وأتوقع أن يحمل اليوم الأحد حراكًا غير عادي على مستوى المنطقة.
فجر اليوم قد يشهد رسائل عسكرية استباقية عبر طائرات مسيّرة أو تحركات جوية، وقد أرى أن الاتصالات بين القوى الكبرى ستتسارع لترسم الخطوط العريضة للمشهد القادم.
تركيا ربما تظهر حضورها شمال الحدود، بينما الأردن قد يجد نفسه أمام ملفات اقتصادية جديدة، خصوصًا في مجالات الطاقة والديون.
أتوقع أن يكون لقطاع غزة موقع الصدارة في أخبار الصباح.
الأحداث هناك قد تتحول إلى نقطة ارتكاز يتفرع منها التوتر نحو أكثر من جبهة.
وقبل الظهر، من المرجح أن تعقد الحكومة الإسرائيلية جلسة عاجلة، فيما ستعلن بعض الدول الأوروبية مواقف متدرجة، لكنها ستضع الشرق الأوسط على رأس أولوياتها.
في منتصف النهار، قد يصدر بيان عسكري أو سياسي يرتبط بغزة أو جنوب لبنان، وربما يجمع بينهما، وهو ما قد ينعكس سريعًا على الأسواق المالية.
التحليل المنطقي يقول إن أي اهتزاز سياسي أو عسكري في المنطقة سينتقل مباشرة إلى المؤشرات الاقتصادية وأسعار الطاقة.
بعد العصر، قد تتحرك جبهة اليمن برسائل عسكرية واضحة، وهو ما سيدفع الولايات المتحدة للتدخل إعلاميًا عبر تصريحات رسمية تؤكد من جديد أنها تتابع وتدير.
لكن برأيي، الوقائع الميدانية ستكون أسرع من البيانات السياسية. أما في ساعات المساء، فأرجّح أن يطفو ملف غزة إلى جانب الملف النووي الإيراني معًا. عندها ستتحرك الأمم المتحدة لعقد جلسة طارئة، وستحاول فرنسا ودول أخرى دفع مقترحات سياسية تهدف إلى الحد من التصعيد.
ومع حلول الليل، أتوقع صدور إعلان سياسي أمني واسع التأثير، قد يشكل منعطفًا جديدًا تتحدد على ضوئه ملامح الأسبوع المقبل.
غير أن المشهد لا يتوقف عند هذا الأحد وحده، بل ما سيأتي بعده قد يكون أكثر تعقيدًا.
أتوقع أن نشهد خلال الأسبوع دخول جبهة ثانية من جنوب لبنان أو اليمن، بالتوازي مع محاولات دبلوماسية من الأمم المتحدة وفرنسا بلا نتائج ملموسة، مع استمرار الشائعات حول ترامب كجزء من لعبة انتخابية، وفتح ملفات اقتصادية في الأردن تتقاطع مع التوتر العام.
الأسواق ستبقى في حالة تأرجح، والناس ستعيش على وقع الأخبار العاجلة والشائعات أكثر من الحقائق.
وبحسب تحليلي، فإن الخميس أو الجمعة قد يشهدان إعلانًا أكبر، إمّا تهدئة جزئية بضغط دولي أو عملية أوسع تُدخِل المنطقة في مرحلة جديدة.
الأحد، من وجهة نظري وتوقعاتي، ليس سوى الشرارة، وما بعد الأحد سيكون والله أعلم الامتحان الحقيقي.