المهندس أحمد شريدة: رحلة حياة بين الفضاء ووطنه الأم
د. حمزة الشيخ حسين
01-09-2025 01:05 AM
في قلب الأردن، وبين أحضان تاريخها العريق، يسطع نجم المهندس أحمد صالح كليب شريدة، واحد من أبرز الشخصيات التي جمعت بين الخبرة الهندسية العميقة والارتباط العاطفي بوطنها. ينتمي المهندس شريدة لعائلة الشريدة، التي لعب جده كليب ووالده صالح بن كليب شريدة دورًا بارزًا في قيادة منطقة الكورة والشمال منذ بدايات قيام الدولة الأردنية، كما عرف عن العائلة ارتباطها العميق بالأرض والتاريخ المحلي.
درس المهندس شريدة هندسة الاتصالات في باكستان، ثم أكمل دراسته بالدبلوم العالي في الهندسة من الولايات المتحدة الأمريكية، مسطرًا بذلك بداية رحلة علمية وعملية مميزة. عمل مهندسًا في محطة الأقمار الاصطناعية في البقعة، قبل أن يُعار إلى المملكة العربية السعودية ليكون مديرًا للجيل الثاني من برنامج “عرب سات”، حيث تم تحت إشرافه إطلاق ثلاثة أقمار اصطناعية إلى الفضاء، ليضع بصمته على سجل النجاحات الأردنية في علوم الفضاء.
لم تتوقف إنجازاته عند حدود الوطن، بل امتدت إلى فرنسا حيث شغل منصب مدير المشاريع للجيل الثاني من “عرب سات”، ليصبح واحدًا من أشهر الشخصيات المؤثرة في مجال إطلاق الأقمار الاصطناعية عالميًا، وليرسخ اسمه بين رواد الهندسة الفضائية العرب.
رغم مشاغله الكثيرة وسفره الدائم، يبقى قلب المهندس شريدة مرتبطًا بجذوره: يسكن اليوم في منطقة خلدا بالعاصمة عمان، لكنه يحرص أسبوعيًا على زيارة مسقط رأسه في بلدة دير أبي سعيد، حيث يشتم رائحة هوائها وهو يقترب من عجلون، معبّرًا عن حبه العميق لأرضه وذكرياته فيها.
عطوفة المهندس أحمد صالح كليب شريدة ليس مجرد مهندس ناجح، بل هو رمز للاجتهاد، والوفاء للوطن، والحب الصادق للأرض التي نشأ عليها، قصة حياة تلهم كل من يعرفها، وتذكّرنا بأن العظمة تبدأ من الجذور، وتكبر مع الطموح والإصرار..