ريادة أردنية لآسيا الوسطى
أ.د.محمد المصالحة
01-09-2025 11:22 AM
تمثل زيارة جلالة الملك إلى أوزبكستان وكازاخستان مؤخراً، ريادة، وفتحاً أردنياً لمنطقة وسط آسيا وجمهورياتها، التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفييتي قبل انهياره عام ٩١ من القرن الماضي، من نواحي دبلوماسية واقتصادية وثقافية.
إنّ هذه المنطقة ذات إرث إسلامي عميق، ما تزال تحافظ عليه رغم صرامة النظام الشيوعي تجاه الأديان، والذي امتدّ نحو ٧٥ عاماً، حيث ما يزال هنالك الكثير من القيم والعادات والتقاليد والفنون، التي تؤسس لإقامة علاقات وطيدة بين الأردن وبين هذه المنطقة، التي لم تكن تحظى بأولويات السياسة الأردنية والعربية، على الرغم من تواصلها مع جميع أطراف العالم، خلال العقود التي أعقبت سنوات الاستقلال العربي.
لقد دشّن الملك في زيارته التاريخية لسمرقند وطشقند، مساراً قوياً بالتوقيع على عشرات الاتفاقات في مختلف المجالات، مستثمراً الرغبة والإرادة لدى الجانبين، بالإنطلاق نحو آفاق جديدة من التعاون، لا سيما في الجوانب الاقتصادية والثقافية، وتشغيل رحلات طيران منتظمة بين الأردن وهذه المنطقة.
كان توجه الأردن الرئيس منذ استقلاله، ورغم انفتاحه على دول العالم في القارات الخمس، نحو أوروبا، وأمريكا الشمالية، وبعض المناطق في شرق آسيا، وشرق أفريقيا وجنوبها، وبعض دول أمريكا اللاتينية.
إنً هذا الفتح الأردني لمنطقة آسيوية يجمعنا بها الانتماء لثقافة متقاربة، وللهوية الجغرافية الآسيوية، يمثل توسيعاً لعلاقاتنا في الشرق، هذا وكنا نناقش مع عدد من الزملاء في لجنة الدراسات الآسيوية التابعة للجمعية الدولية للعلوم السياسية، في اجتماع برلين عام ١٩٩٤، توثيق العلاقات بين الدول الآسيوية، وليكن لها رابطة أو جامعة لتنظيم أهدافها، وبناء مؤسّساتها، وميثاق توافق عليه دولها.
في الحقيقة، إنّ إقامة خط جوي سوف يساعد على تبادل الزيارات، وتسهيل التنقل بين الأردن وهذه الدول، وتنشيط السياحة المتبادلة التي ما تزال بنسب محدودة نسبياً، مقارنة بتركيا وجنوب شرق آسيا والدول الغربية.