عمون - مع تزايد استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، يواجه الآباء والأمهات تهديدات جديدة عند نشر صور أطفالهم على الإنترنت، أبرزها ما يعرف بـ"تطبيقات التعرية" (Nudifier Apps). هذه التطبيقات، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، قادرة على إنشاء صور عارية مزيفة لأي شخص باستخدام وجهه فقط، مما يعرّض الأطفال لخطر استهدافهم بشكل ممنهج.

يُعدّ هذا التهديد أحدث المخاوف التي تدفع العديد من الآباء إلى الامتناع تمامًا عن نشر صور أبنائهم، فضلًا عن المخاطر التقليدية مثل سرقة الهوية. ورغم أن قانونًا فيدراليًا جديدًا في الولايات المتحدة يجرم نشر هذه الصور المزيفة دون موافقة، إلا أن ذلك لا يمنع الأفراد من استخدام هذه التطبيقات، التي أصبحت منتشرة ورخيصة وسهلة الاستخدام، وتجني عشرات المواقع منها ملايين الدولارات سنويًا.

مخاطر متزايدة على الأطفال
انتشار "الصور المزيفة العميقة" (Deepfakes): في الماضي، كان تزييف الصور يتطلب مهارات عالية، وكانت الضحايا غالبًا من المشاهير. لكن مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، أصبح الأمر بسيطًا؛ فالمسيء يحتاج فقط إلى رفع صورة الضحية للحصول على صورة مزيفة عارية في دقائق. وقد وقع الضرر بالفعل على العديد من الضحايا، مثلما حدث مع طلاب في ولايتي أيوا ومينيسوتا.

سرقة الهوية: حتى الصور البريئة، مثل صور أعياد الميلاد، قد تكشف عن معلومات شخصية حساسة مثل تاريخ الميلاد. هذه البيانات يمكن أن تُستخدم من قبل قراصنة لارتكاب سرقة هوية الطفل، والتي ارتفعت بنسبة 40% بين عامي 2021 و2024.

الحسابات الخاصة ليست حلًا: يرى خبراء أن الاعتماد على الحسابات الخاصة لا يمثل حماية كاملة، فمن الممكن أن يكون أحد المتابعين المقربين هو الجاني الذي يستخدم الصور لأغراض ضارة.

طرق بديلة وأكثر أمانًا
نصحت الكاتبة في "نيويورك تايمز" الآباء بضرورة التفكير في "الفائدة المنتظرة" من نشر صور أطفالهم على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تستفيد من هذه البيانات لمنتجاتها. كما قدمت حلولًا أكثر أمانًا لمشاركة الصور، منها:

الرسائل النصية المشفرة: إرسال الصور مباشرةً إلى الأصدقاء والعائلة عبر تطبيقات الرسائل.

الألبومات السحابية الخاصة: مشاركة ألبومات صور عائلية مع مجموعة محدودة من الأشخاص عبر خدمات مثل Google Photos أو iCloud.