٥٨٣ طرفًا صناعيًا .. عظيم!
علي الدلكي
02-09-2025 03:40 PM
(يحسبونه هينًا وهو عند الله عظيم) صدق الله العظيم.
٥٨٣ طرفًا صناعيًا تم تركيبه من قبل كوادر المستشفى الميداني الأردني غزة ٧. البعض ينظر إليه على أنه يسير، ولكنه عسير إلا لمن يسره الله إليه في ظل ظروف غاية في القسوة والتعقيد والإرباك يفرضها الكيان على جميع أنواع المساعدات، ولكنها قوة الإرادة في الموقف الأردني الرسمي بقيادة جلالة الملك، وهو ما يفرضه فرضًا لا كرمًا من الكيان وسياسييه.
يراه البعض يسيرًا ونراه كذلك، ولكنها خارج الإرادة التي نريدها، إلا أنها على يسرها فقد أحدثت الكثير لمن يحتاجها ولمن افتقدها، وقليل دائم خير من كثير منقطع في ظل عدم إمكانية الحصول على ما هو أكثر وأيسر من ذلك، وفي وقت اختفت فيه أية جهات أو منظمات إقليمية أو دولية إنسانية تعمل في القطاع باستثناء الجهود والأدوات الأردنية الهاشمية.
يطلب البعض من الأردن مواقف تفوق الممكن من المقدرة على الاحتمال، ليس ضعفًا ولكنه بسبب ما فرضته الحالة العامة العربية والإسلامية من تشتت وانعدام في تنسيق المواقف وما كشفته الأحداث والمواقف من ازدواجية تعامل البعض وتعاطيهم مع حرب غزة، ظاهرهم شيء وما خفي أعظم، نهارهم شيء وليلهم أشياء، حاضرهم شيء وفي غيابهم الله به عليم.
وما زال الأردن قيادة وحكومة وشعبًا يقف موحدًا رغم التحديات والضغوطات باتجاه أهلنا في غزة، لا يأبَهُ بما سيترتب على ذلك من نتائج يحذر منها البعض، ولن يكون آخرها خزعبلاتُ اليمين اليهودي المتطرف المنحرف أخلاقيًا وسياسيًا والمفلس من تحقيق أية نتائج على الأرض، فقد خبرنا كل هذه الترهات وخبرنا أنفسنا قبل ذلك جيدًا، واثقين بأننا نقف مع الحق وضد الظلم وفي وجه العنجهية والعربدة والتطرف، متسلحين ومتمسكين بثوابتنا وخطابنا المتزن الذي يتبناه ويختطه جلالة الملك والذي أتى أُكله سياسيًا وإنسانيًا.
سنبقى في هذا الوطن نسير بخطى ثابتة لا نحيد عن قيمنا وما نذرنا إليه أنفسنا من كرامة الوطن وعز القيادة، وأن لا ننسلخ عن قضايا أمتنا وهمومها مهما كان الثمن، وهذا هو ديدننا، نستنير بتاريخنا الناصع ومنه نستشرف مستقبلنا ونسجله بأحرف من نور سيضيء للأجيال القادمة طريقهم ويكون بإذن الله هاديهم إلى سواء السبيل.
سَلِمَت جميع الجهود والسواعد الأردنية التي تعمل ليل نهار لتقدم ما تستطيعه من الإنزالات والمستشفيات والتكيات، سَلِمَت ودامت قواتنا المسلحة الذراع القوية في تسهيل وصول المساعدات، وكذلك الهيئة الخيرية الهاشمية التي تبذل جهودًا جبارة في تأمين المساعدات على اختلافها، وكلُّ من ساهم في ذلك من الدول الصديقة والشقيقة، سَلِمَ وطني وقيادته الهاشمية الحكيمة وشعبه الوفي المرابط الذي وإن خذله البعض لم يخذله الكثير الكثير من الأوفياء الأنقياء المخلصين.