عام هجري جديد… فرصتنا للعبور من الخوف إلى الرجاء
شنكول قادر
03-09-2025 04:33 PM
مع بداية العام الهجري الجديد، تعود إلى الأذهان لحظة الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة. تلك اللحظة لم تكن مجرد حدث تاريخي يُروى في كتب السيرة، بل تحوّلت إلى رمز دائم للانتقال من الخوف إلى الرجاء، ومن الحصار إلى الأفق الأرحب.
الهجرة ليست قصة ماضية فقط، بل معنى يتجدد في حياتنا. كل واحد منا يعيش شكلاً من أشكال الهجرة حين يقرر أن يغادر ضيق اليأس إلى سعة الأمل، أو يترك وراءه عادة قديمة ليفتح لنفسه بابًا جديدًا. في هذا المعنى، تصبح الهجرة طريقًا داخليًا بقدر ما هي مسار خارجي.
ولعل أجمل ما نتعلمه من هذه الذكرى أن الطريق قد يكون طويلاً وصعبًا، لكن ما ينتظرنا في نهايته أوسع وأرحم. تمامًا كما في ذكرياتنا في سفرنا بين بغداد وعمّان أن الصحراء، على قسوتها، تخبّئ في نهايتها مدينة مضيئة ولقاءً دافئًا.
في هذا العام الجديد، نحن مدعوون لأن نسأل أنفسنا: ما الذي نريد أن نتركه خلفنا؟ وما الذي نرجو أن نصل إليه؟ فالتقويم لا يغيّر حياتنا وحده، إنما الشجاعة التي نمتلكها لنبدأ من جديد، ولنهجر ما يُثقلنا، ونمضي نحو ما يُلهمنا ونترك كل شيء سيء وراء ظهورنا
الهجرة تذكّرنا أن البداية الحقيقية لا تُقاس بالزمان والمكان، بل بالقدرة على اتخاذ القرار. وأن الطريق مهما طال، فإن العبور ممكن، والرجاء أقوى من الخوف.
كل عام وأنتم بخير، جعل الله هذا العام عام سلام وأمل وخطوات واثقة نحو مستقبل أرحب.