يحتفل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بذكرى المولد النبوي الشريف، ذكرى ميلاد سيد الخلق محمد ﷺ، الذي بعثه الله رحمةً للعالمين وهدايةً للبشرية جمعاء. وفي هذه المناسبة العطرة، نستحضر القيم العظيمة التي جاء بها الإسلام: الرحمة، العدل، التسامح، ونشر الخير بين الناس.

وقد عبّر جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، عن مكانة النبي العظيمة في قلوب المسلمين بقوله: "يا رسولَ الإلهِ أنتَ شفيعي وبِكَ الخَيرُ كلُّه والرَجَاءُ"، وهي كلمات من قصيدة "المدحة النبوية - قافية الهمزة، لجده الراحل الملك عبدالله المؤسس، تجسد الحب والولاء للرسول الأعظم، الذي كان وما زال نبراساً للإنسانية.

المولد النبوي ليس مجرد حدث تاريخي نحتفل به كل عام، بل هو محطة إيمانية نتوقف عندها لنجدد العهد مع الرسالة المحمدية، ونستلهم من سيرته الطاهرة الدروس والعبر. فقد جسّد النبي الكريم أسمى معاني الأخلاق حين قال فيه ربه عز وجل: "وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم". وفي واقعنا المعاصر، نحن في أمسّ الحاجة إلى أن نعيد قراءة سيرته العطرة لنستلهم منها طريق الإصلاح وبناء المجتمعات على أسس من المحبة والعدل والكرامة الإنسانية.

إن حب رسول الله ﷺ يتجلى بالاقتداء بسنته، والسير على نهجه في نشر الخير والرحمة بين الناس. والمولد النبوي مناسبة تذكّرنا بواجبنا في تعزيز قيم الوسطية والاعتدال، ومواجهة التطرف والانقسام، مستضيئين بما جاء به النبي من نور وهداية.

فلنجعل من هذه الذكرى العظيمة فرصة لتجديد الإيمان، وتعزيز معاني الأخوة والتكافل، ولتكون قلوبنا معلّقة بالرسول الحبيب الذي هو شفيعنا يوم القيامة، والذي به الخير كلّه والرجاء.