نجوى قبيلات: امرأة حملت الريف في قلبها ورفعت التربية على كتفيها
عبدالله محمد الربيع
05-09-2025 06:49 PM
في زمنٍ تتسابق فيه الألقاب، وتُقاس القيمة بالمناصب، تظل الدكتورة نجوى قبيلات نموذجًا نادرًا للأصالة والتواضع والعمل الصامت الذي يصنع الفرق دون ضجيج. من قرية مليح في لواء ذيبان، خرجت فتاةٌ تحمل في عينيها نور الريف، وفي قلبها عزيمة لا تلين. لم تكن طفولتها مرفهة، بل كانت مليئة بالكدّ، من رعي الأغنام إلى الحصاد، لكنها كانت أيضًا غنية بالقيم، بالانتماء، وبالإيمان بأن التعليم هو الطريق إلى التغيير.
من الطباشير إلى السياسات التربوية
بدأت رحلتها كمعلمة رياضيات، ثم مديرة مدرسة، قبل أن تتدرج في سلم وزارة التربية والتعليم حتى وصلت إلى منصب أمين عام الوزارة للشؤون الإدارية والمالية. لكنها لم تتخلّ يومًا عن بساطتها، ولم تنفصل عن الميدان. كانت تزور المدارس، تستمع للمعلمين، وتُشرف على المبادرات بنفسها، وكأنها لا تزال تلك المعلمة التي تُصلح المقاعد وتكتب على اللوح.
دعمها للمجتمع: فعل لا شعار
لم تكن الدكتورة نجوى قبيلات مسؤولة مكتبية، بل كانت حاضرة في كل ملف يخص المجتمع التربوي. دعمت المعلمين في مطالبهم، ووقفت إلى جانب الطلبة في ظروفهم، وسعت لتطوير البنية التحتية للمدارس في المناطق الأقل حظًا. كانت تؤمن أن التعليم ليس مجرد منهج، بل رسالة وطنية، وأن كل طالب يستحق فرصة عادلة، وكل معلم يستحق الاحترام والدعم.
تواضعها: سرّ المحبة والاحترام
رغم المناصب، بقيت نجوى قبيلات كما عرفها أهل مليح: بسيطة، صادقة، لا تتحدث عن إنجازاتها، بل تتركها تتحدث عنها. لم تغيّرها الأضواء، ولم تُغوِها البروتوكولات. كانت تدخل الاجتماعات بابتسامة، وتخرج منها بحلول. وكانت ترد على الرسائل بنفسها، وتُصغي لكل صوت، مهما كان بعيدًا أو مهمّشًا.
في زمنٍ نحتاج فيه إلى القدوة، تظل الدكتورة نجوى قبيلات مثالًا حيًا للمرأة الأردنية الأصيلة، التي جمعت بين العلم والعمل، بين القيادة والرحمة، وبين الريف والمركز. إنها ليست فقط مسؤولة تربوية، بل قصة نجاح يجب أن تُروى، وتُحتذى.