الدولة الفلسطينية تحت التصفية
د.محمد البدور
06-09-2025 07:32 PM
يبدو ان ملامح خريطة الشرق الاوسط الجديد اصبحت اكثر وضوحا مع استمرار حرب إسرائيل على غزة واعادة احتلالها وافراغها من اهلها قتلا او تهجيرا والتوسع الاستيطاني في الضفة وضم اراضيها وانهاء سلطتها وان مايجري اليوم هو تصفية للقضية الفلسطينية وانهاء مشروع دولة فلسطين واقامة إسرائيل الكبرى على كامل اراضيها والابقاء على مجالس محلية وقروية تدير تجمعاتهم في مناطق سكنية مكتظة متقطعة الاوصال ومحاطة بمستوطنات مترابطة بطرق امنية تحاصرها.
إسرائيل وجدت في احداث ٧ اكتوبر ظالتها لتنفذ مخططاتها بالقوة والتي كانت اصلا مبيتة في غرف السياسة الاسرائيلية الامريكية المظلمة خاصة بعد فشلهما في تطبيق صفقة القرن في عهد رئاسة ترامب الاولى وما تفعله إسرائيل اليوم في غزة والضفة استنساخ للسيناريو الامريكي ابان احتلالهم للعراق وقد تذرعت بحماية العالم من خطر نظام حكم الراحل صدام حسين واتهمته بالضلوع بهجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١ ونفذت بغطاء دولي مخططاتها باحتلال العراق وهذا هو نفس السيناريو تطبقه إسرائيل في غزة بحجة القضاء على حماس وحماية امنها وفي الضفة لاعادة احتلالها وبصمت سياسي دولي اومعارضة انسانية خجولة لاترقى الى مستوى الاجرام الذي ترتكبه إسرائيل بالفلسطينيين.
حقيقة ان المنطقة كلها اليوم في خطر والقادم اسوا امام اطماع إسرائيل التوسعية المدعومة عسكريا وسياسيا من امريكا وحلفائها وعلى دول الجوار ومنها الاردن ومصر الاستعداد لأي طارئ وحمل السلاح واستنفار الهمم العربية والدولية لكبح جماح هذا العدو الذي بات لايخفي نواياه بالتعرض لهما والتلويح بتهجير الفلسطينين اليهما وفرض سياسة الامر الواقع بالقوة ولي الساعد الاقليمي بالذراع الامريكي خاصة وان نتنياهو ويمينه المتطرف باتوا ينتشون بنشوة الانتصار لطالما خرج حزب الله وايران من واجهة المجابهة والمنافسة على بسط الاجندات والنفوذ في المنطقة وباتت إسرائيل على اطراف دمشق ومن حولها.