facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن والإمارات .. إرث القادة الكبار ونهج الاستمرار


أ.د. خلف الطاهات
09-09-2025 12:52 PM

في زمن تتغير فيه التحالفات وتتبدل فيه المواقف، تبقى العلاقة بين المملكة الأردنية الهاشمية و دولة الإمارات العربية المتحدة ثابتة كجبل لا تهزه الرياح، تنمو بثبات وتترسخ بقوة، وقد أُقيمت على أساس من الثقة العميقة، والتوافق السياسي، والرؤية المشتركة تجاه القضايا الإقليمية والدولية التي تمسّ الأمة العربية والإسلامية.

إن العلاقة التي تجمع أبوظبي وعمّان لم تكن يومًا علاقة عابرة أو وليدة اللحظة، بل هي امتداد طبيعي لتاريخ طويل من التواصل الأخوي والتفاهم السياسي، ويستند إلى إرث من الوفاء والمبادئ، وضع أسسه الراسخة القائدان الراحلان، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراهما، فصاغا نموذجًا فريدًا في العلاقات العربية مبنيًا على الاحترام، والمصالح المتبادلة، ووحدة الأهداف.

وتواصل القيادة في البلدين اليوم، ممثلة بجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين و صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، هذا النهج المبارك، فترعاه بعناية، وتمنحه من الجهد والاهتمام ما يجعله مثالًا يُحتذى في العلاقات الثنائية بين الدول.

ولم تكن اللقاءات التي جمعت القيادتين خلال السنوات الأخيرة مجرد مناسبات بروتوكولية، بل كانت محطات استراتيجية عكست مدى تطابق وجهات النظر، وعمق التنسيق، وسرعة الاستجابة للمتغيرات، سواء في الإطار الثنائي أو في السياقات العربية والدولية الأوسع.
فما بين زيارة هنا، واتصال هناك، يتواصل النبض بين أبوظبي وعمّان بلا انقطاع، بوتيرة متسارعة تعكس إدراكا متبادلا لحساسية المرحلة، وضرورة العمل المشترك لحماية استقرار المنطقة وصون مكتسبات شعوبها.

ولعل من أبلغ الشواهد على عمق هذه العلاقة، ما يحظى به الأردنيون المقيمون في الإمارات من احترام وتقدير، فهم يشعرون بأنهم في وطنهم، لا تغيب عنهم الدفء ولا تغيب عنهم الطمأنينة. فدولة الإمارات، التي تحتضن على أرضها أكثر من 200 جنسية، تفتح ذراعيها دومًا لأبناء الأردن، وتوفر لهم مناخا آمنا كريمًا يتيح لهم الإبداع والمساهمة في نهضتها المستمرة. هذا النهج الإنساني المتسامح، الذي تتبناه الإمارات بقيادة حكيمة ورؤية استشرافية، يُعد أحد أسرار قوة حضورها الإقليمي والدولي، وأحد أبرز أسباب تعاظم ثقة الشعوب بها.

وفي ظل هذا الزخم السياسي والدبلوماسي المتبادل، يباشر السفير ماجد ثلجي القطارنة، أحد ألمع الكفاءات الدبلوماسية في وزارة الخارجية الأردنية، مهام عمله سفيرًا للمملكة الأردنية الهاشمية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، في محطة جديدة، ليكون حلقة جديدة في سلسلة الدبلوماسيين الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية تمثيل الأردن في عاصمة القرار العربي – أبوظبي – بما تحمله من رمزية، وثقل سياسي، وعلاقات خاصة ومميزة مع عمّان.

إن نهر الثقة المتدفقة من القيادتين تجاه بعضهما البعض، وما يربط البلدين والشعبين الشقيقين من وحدة في الرؤية وتقارب في المواقف، سيشكلان دافعا كبيرا لنجاح مهمة السفير القطارنة، الذي يدخل هذا الموقع محاطا بدعم رسمي وشعبي، وتفاؤل كبير وواسع باستمرار دفع العلاقات الأردنية – الإماراتية نحو آفاق أرحب من التنسيق والتكامل، بما يخدم المصالح العليا للبلدين والشعبين الشقيقين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :