facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نتنياهو قتل المفاوضات والأسرى


عامر طهبوب
09-09-2025 06:34 PM

لا يجرؤ نتنياهو أن يضرب الدوحة دون إذن ترمب، أبداً لا يجرؤ في ظل العلاقات الأميركية القطرية الوطيدة، لكن نتنياهو اليوم اغتال المفاوضات، واغتال الأسرى الإسرائيليين في غزة، واغتال فرصة الوساطة القطرية لإنهاء الحرب، وأثبتت الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قيادات حماس في الدوحة اليوم أن نتنياهو ليس معنياً بوقف الحرب، وليس معنياً بسلامة الأسرى الإسرائيليين، وإنما باستمرار العدوان حتى تحقيق ليس أهداف نتنياهو فحسب، وإنما أحلام ترمب في "ريفيرا غزة"، وقد كشفت مجموعة بوسطن الاستشارية، ومعهد توني بلير عن خطة إعادة تشكيل - وليس إعمار - غزة، وإنشاء صندوق يحمل هذا الاسم؛ إعادة تشكيل غزة، بمعنى إعادة تشكيل هوية غزة.

ويقول الزميل محمد ساري الزعبي الباحث في مركز الخليج للأبحاث في تحليل نشره المركز مؤخراً، أن تغيير هوية القطاع هو الهدف بدلاً من ترميم الوضع الإنساني، فالمشروع يتجاوز إعادة تشكيل النسيج الاقتصادي والاجتماعي والأمني للقطاع برمته، ما ينقل المشروع من صفته الإنسانية المفترضة إلى عملية هندسة سكانية وجيوسياسية متكاملة تعيد رسم وظيفة غزة في نظام إقليمي جديد، وتنفيذ خطة تهجير ناعم، واستخدمت الخطة مصطلح "النسيج الإبراهيمي"، ما يعيدنا إلى صفقة القرن بنسخة جديدة.

وتعطي الخطة الوعد بإنشاء نظام حكم فلسطيني إصلاحي مستقبلي مع شروط أمنية صارمة، وتفتح ممراً تجارياً جديداً من غزة إلى مصر وبابل في العراق، مع توظيف البعد الديني في التسمية، وممر الهند عبر اليمن والجزيرة العربية، ولا أظن أن دول المنطقة ستسمح بنجاح هذه الخطة، وفشل القدرة على فرض اتفاقية حكم فلسطيني معتدل، ولكن ترمب الذي فشل - ومعه كوشنير- في تنفيذ خطة صفقة القرن في ولايته الأولى، يجرّب الآن تسويقها عبر استغلال الوضع الإنساني في غزة، ليقدّم الاقتصاد على السياسة، مستغلاً حاجة الغزيين إلى حياة كريمة في المسكن والملبس والمأكل والتعليم والصحة، وهي على رأس أولويات هذه الخطة، ولكن ليس بالضرورة أن يتم ذلك على أرض غزة.

الأمور تقاس بخواتيمها، ولكن المقدمات تساعد على استخراج النتائج، إسرائيل لا تريد وقف الحرب، ولا تريد التفاوض، ونتنياهو موظف محدود الصلاحيات في مكتب ترمب، وهو ينفذ الأوامر الأميركية التي تلبي تطلعات اليمين الإسرائيلي، ونرجسيتة وجنونه، نتنياهو ما عاد قادراً على التوقف والتفكّر، وأما حركة حماس، فقد أصبح في حكم المؤكد أنه لن يسمح لها بالاستمرار في حكم غزة، والرهان الكبير على إفشال كل هذه المخططات الأميركية الإسرائيلية، معقود على أهل غزة، وعلى صمود أهل غزة الذين ساروا اليوم في "مسيرة أكفان"؛ حملوا أكفانهم على أيديهم للإشارة إلى إصرارهم بالبقاء في مدينتهم دون اللجوء إلى الانتقال إلى الجنوب، وهم يفضلون الموت على أرضهم على أن يقبلوا مغادرتها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :