facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قطر .. قنديل العروبة الذي لا يُطفأ


د. عمّار محمد الرجوب
10-09-2025 09:50 AM

من أقوال جلالة الملك عبد الله الثاني: "أمن قطر من أمن الأردن. كل التضامن مع الأشقاء بقيادة سمو الشيخ تميم، ودعمنا الكامل لهم في صون أمنهم واستقرارهم وسلامة أراضيهم ومواطنيهم. أي مساس بسيادة أي دولة عربية شقيقة مرفوض جملة وتفصيلاً."

في زمن تتكالب فيه سهام الغدر على الأمة، جاء العدوان الآثم على قطر كطعنة غادرة في خاصرة كل عربي شريف. ليست المسألة موقعاً استُهدف، ولا أرضاً اخترقتها النيران، بل كرامة وطن، وسيادة أمة، ورسالة تحدٍّ سافرة بأن اليد الآثمة لا تُفرِّق بين قلب في الدوحة وآخر في عمّان. هذه ليست مجرد ضربة، بل جرح في ضمير العروبة، وصدى يستحيل أن يمر صامتاً أو أن يُغلق عليه التاريخ بصفحة عابرة.

لقد أراد المعتدون أن يختبروا صبر قطر، فوجدوا أنها تختزن في عمقها من الكبرياء ما يجعلها أكبر من أي حصار أو استهداف. وأرادوا أن يشقوا الصف العربي، فارتد سعيهم خيبة، لأن الدم بين الأردن وقطر ليس ماءً ليُفرَّق، بل تاريخ ممتد من المواقف المشرفة والعهود الراسخة.

وإننا إذ نستنكر هذه الاعتداءات الغادرة، نؤكد أن المساس بقطر إنما هو مساس بكل قلب عربي نابض بالعزة والكرامة. وأن وحدة الموقف الأردني والقطري، عبر التاريخ، ستبقى سوراً يحمي الأمل ويصد رياح الفتنة والتفرقة. فالدم العربي ليس مباحاً، والسيادة العربية ليست مسرحاً للعبث أو التجريب. ومن عمان إلى الدوحة، يعلو الصوت واحداً: كرامة الأمة خط أحمر لا يقبل المساومة ولا الانكسار.

قطر اليوم ليست وحدها، فحب الأردنيين لها لا تصنعه المصالح العاجلة ولا الشعارات العابرة، بل هو حب منبثق من وجدان أمة تعرف أن قوتها في وحدتها، وأن المصير العربي واحد مهما حاول الأعداء أن يزرعوا الشقاق. ومن هنا يأتي استياء سيدنا، وغضب القائد من أجل كرامة الأمة جمعاء، إذ يدرك أن الهجوم على قطر هو طعنة في خاصرة كل عربي يرى في الأخوة عهداً لا يُمَسّ.

إن التاريخ سيكتب أن قطر لم تنحنِ، وأن الأردن كان معها كما كان دوماً؛ شريكين في التحدي، ورُسُل أمل في زمن أرهقته الخيبات. وإننا لن نسمح أن يُرسم مستقبلنا بأيد غريبة، بل نكتبه بدمائنا وصبرنا وإيماننا بأن الأرض لنا، والعزة لنا، والمستقبل لأبنائنا.

ولا يخفى على أحد أن هذا العدوان، مهما علا صوته، لن يوقف نداء الحق، ولن يُثني عزيمة الشعوب العربية، ولن يجعلنا ننسى أن قطر كانت وما زالت منارة للعروبة، وأن الأردن يقف معها كما كان دوماً حامياً للحق والكرامة، صانعاً الأمل من رحم التحديات.

وهنا أقول:
"من يظن أن الأمة ستنكسر أمام رياح البغي، لم يعرف بعد كيف تنهض العروبة من رمادها أقوى وأبهى."

وأقول من شعري:
قَطَرٌ إذا ما ضاق دربُ العزِّ في وَطَنٍ
تَمُدُّ للحقِّ دَرباً لا يزولُ هُدَى
وفي الأردنِّ إخوةٌ شَدُّوا عَضُدَها
كالبدرِ يَسطعُ إن أظلمت بنا المدى
وما العروبةُ إلا عَهدُ صادقةٍ
يبقى على الدهرِ ميثاقاً لمن شَهِدَا

ختاماً:
أيها العرب، أيها الأحرار، اسمعوا صوت الحق الذي يعلو من قلب الأردن إلى قلب قطر، ومن كل زاوية في أمتنا إلى كل شعب شريف، فلتقف الأمة كلها، موحدة، صامدة، متحدة في وجه كل عدوان. إن قطر ليست وحدها، والأردن معها، وكل دم عربي شريف معها، ليبقى السلام دربنا، والعزة عنواننا، والوحدة رايتنا. لن ينكسر هذا الجسر، ولن تموت الكرامة، ولن يخبو ضوء العروبة مهما حاول المعتدون.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :