ما فعلته إسرائيل يوم أمس يدل على الغباء السياسي والإفتقار الى أبسط أبجديات الدبلوماسية ،من خلال مهاجمتها لدولة تتوسط لإنهاء الحرب وإعادة الأسرى وهي قطر.
لقد وضعت إسرائيل شريكتها الولايات المتحدة في مأزق كبير،وأغلقت أي نافذة تطل على الأفق السياسي لأي حلول ممكنة للتوصل الى أي إتفاقية،لإنهاء الحرب وتجنيب المنطقة من أي إنزلاقات جديدة نحو المجهول.

ماذا يعني ضرب قطر؟

إن ضرب قطر له عواقب وخيمة في المستقبل وسنذكر بعضا منها.

أولا: فقدان دول منطقة الشرق الأوسط الثقة في الولايات المتحدة وما تقدمه من ضمانات مستقبلية.

ثانيا: عدم قبول الدول العربية والإقليمية لأي وساطة دبلوماسية في المستقبل لحل أي خلاف في المنطقة ينشأ مع إسرائيل حتى لو طلبت الولايات المتحدة ذلك.

ثالثا: ستصبح الولايات المتحدة الآن في الواجهة وستلعب هي دور الوسيط بضمانات أكثر تعقيدا لا تصب في الصالح الإسرائيلي او الأمريكي.

رابعا: أصبحت إسرائيل شبه معزولة عن العالم بعد فقدان دبلوماسيتها الثقة العالمية، وتجاوزها على القوانين والأعراف الدولية في السابق وكذلك عدم إمتثالها للمحكمة الجنائية الدولية ،وهذا بحد ذاته سيدخلها في معاناة طويلة الأمد.

خامسا:أصبحت هناك قناعة كبيرة لدى جميع الدول العربية وخصوصا الخليجية بأنه لا يمكن ضمان إبرام أي إتفاق مع إسرائيل سواء سياسي او إقتصادي ،لا بل أصبحت جميع الاتفاقيات السابقة سواء مع دول الجوار أو الإتفاقية الإبراهيمية مع دول الخليج على المحك.

كيفية التعامل مع إسرائيل؟

إن الضامن الوحيد في العالم لإسرائيل هي الولايات المتحدة بعد تلاشي الدور الأوروبي،لذلك يجب على العرب القيام بما يلي:

أولا: تفعيل الدفاع العربي المشترك بينهم ،وتحريم الاعتداء على اي دولة عربية.

ثانيا: المقاطعة الإقتصادية الشاملة لإسرائيل.

ثالثا: الضغط الدبلوماسي على الولايات المتحدة لتلعب دورا أكبر في حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

رابعا: التوجه نحو روسيا والصين في التسليح والحصول على التكنولوجيا المتقدمة من دفاعات جوية وطائرات من الجيل السادس الشبحية لخلق توازن في القوى في منطقة الشرق الأوسط. خامسا:الضغط العربي لنزع سلاح إسرائيل النووي تزامنا مع تقليص البرنامج النووي الإيراني لخلق شرق أوسط خالي من السلاح النووي.

إن الأطماع الإسرائيلية في الوطن العربي تكشفت ولن يسلم منها أي دولة عربية ما دام الصوت العربي والعمل العربي مفرقا.