العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي شنته اسرائيل أو من أمس على دولة قطر الشقيقة يشكل انتهاكا صارخا لكافة القوانين والأعراف الدولية كما أنه يعتبر تهديدا خطيرًا لأمن المنطقة العربية واستقرارها، وتقويضًا مُباشراً للأمن والسلم الدوليين، وإزاء ذلك كان الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الذي أجرى اتصالًا هاتفيًا مع سمو الشيخ تميم مؤكدًا لسموه أن أمن قطر من أمن الأردن ومشددا في الوقت نفسه على موقف الأردن الرافض لأي عمل يمس أمن واستقرار وسيادة قطر فضلًا عن قيام جلالته بجهد سياسي ودبلوماسي مع قادة دول عربية شقيقة وصديقة ركزت في مجملها على ضرورة تكثيف الجهود العربية لحشد موقف دولي فاعل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية لسيادة الدول العربية، ويضاف إلى ذلك تحرك سمو ولي العهد الذي التقى بسمو أمير دولة قطر يوم أمس ليؤكد أن الأردن يوظف كل امكانياته في الوقوف إلى جانب قطر ورفض الاعتداء السافر الذي استهدف أمن وسيادة قطر والمرفوض جملة وتفصيلا مطالبًا سموه بضرورة تحمّل المجتمع الدولي لمسؤولياته في إرغام إسرائيل على احترام مقررات الشرعية الدولية ووقف اعتداءاتها المتكررة على أمن الدول العربية.
الموقف الأردني الرسمي الذي عبّر عنه جلالة الملك والحكومة ومجلسي الأعيان والنواب، والمُدعّم بموقف شعبي عارم متعاطف مع قطر، كان متوقعًا لأن الذي يجمع بين عمان والدوحة شكّل على الدوام نموذجًا متقدمًا في علاقات الأردن العربية العربية، والتي وصفها جلالة الملك وسمو أمير قطر في أكثر من لقاء بينهما أنها علاقة تاريخية وثيقة وطدتها قيم واهتمامات واعتبارات مشتركة اتفق الجانبين عليها وظلت آخذة بالتوسع والنمو حتى صارت راسخة لم ينل منها أي طارئ، والأردن يقدر حجم الوزن السياسي لدولة قطر خاصة عندما تعرض ملفات القضايا العربية على طاولة البحث والتي تتصدرها القضية الفلسطينية والحرب على غزة بلا منازع.
وغني عن القول أن الأردن وقطر يملكان رؤية متطابقة ومتجانسة في ملفات أخرى ويمكن قياس عدة أمثلة على هذا التوحد المشترك بين البلدين الشقيقين في مجالات سياسة واقتصادية وثقافية ونحوها بما يؤكد صحة وسلامة التشاور الدائم بينهما في البحث عن المخارج المأمونة والكفيلة بزرع مساحات من التفاؤل والأمل على أراضي المجتمعات البشرية دون استثناء في إمكانية التوصل ذات يوم إلى حلول عملية وناجعة لأزمات العالم ما كبر منها وما صغر.
يقف الأردن بقيادة الملك الهاشمي مع قطر في هذا الظرف الدقيق، ومما لا شك فيه أن قطر دولة عربية ذات سيادة ومكانة عربية ودولية سامقة ولها مواقفها الشجاعة التي تتحمل فيها مسؤولياتها الجِسام دولة عربية قوية لا يمكن النيل منها، وسوف تواصل البناء ومراكمة الانجازات وتعظيم المكتسبات التنموية المستدامة والشاملة التي طالت معظم مناحي الحياة فيها، وما هذا الظرف سوى طارئ وعابر ولسوف تُطوى صفحته إلى غير رجعة، فقطر مستمرة ولن تتوقف، والأردن الهاشمي العروبي المسلم معها قلبًا وقالبًا ولن يسمح بأي اعتداء غاشم على أرض قطر الطهور.